لازال مونديال قطر يفرض نفسه كأكثر تظاهرة عالمية إثارة للجدل والانتقادات بين بطولات كرة القدم ، ومازالت أحداثها تستحث الأقلام الحرة على مواصلة فضح نهج ومشروع مروجي المغالطات السافرة المبطنة بغطاء المقارنات المستفزة بين مونديال قطر ككل وحفل افتتاحه وبين افتتاح غيره من التظاهرات الكروية ،وعلى رأسها “الشان” التي شحنت بالزيف والرياء والحقد الأعمى والتجاسر الغبي وقلة حياء الأقلام المأجورة التي تحاول تغطية الشمس بالغربال ، كما يقال في الدارجة المغربية وفي مقارناتها التي تدخل جميعها في باب “مقارنة السيف بالعصا”المقارنة التي تعيب السيف لا العصا ، كما عبر عن ذلك الشاعر بقوله:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ***إذا قيل إن السيف أمضى من العصا “.
والذي ينطبق تمام الانطباق على مقارنة افتتاح مونديال قطر بافتتاح “الشان” الذي لا يرقى لما حظي به افتتاح قطر من تفاعل واسع لمختلف الأوساط والجنسيات بدليل تجاوز أعدادها حاجز المليار مشاهدة ، والتي وصلت بالضبط إلى111.7 مليون شخص من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -ووفقًا لبيانات شركة إبسوس – ، ما دفع إعلاميي العالم لوصفه بالافتتاح التاريخي ، الذي يكفيه عظمة استهلاله بآي من ذكر الله الحكيم ، الذي تلا منه غانم المفتاح سفير النوايا الحسنة القطري، الآية الكريمة:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَ أُنثَىٰ وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، والمتمحورة حول التعارف والتعاون والتقارب بين الأمم والشعوب، وتغليب التوافق على الاختلافات والخلافات بالإنسانية والاحترام ، الأمر الذي أكده كل من غانم المفتاح و الممثل الأمريكي الشهير مورغان في الحوار الشيق الذي دار بينها حول كيفية إطالة التوافق بين شعوب الأرض، والذي جاءت الإجابة عنه بعد حفل الافتتاح الرائع من خلال كلمة أمير قطر المؤثرة التي قال فيها :”ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانبا ، ويتفقون على ما يوحدهم ” .
بعد كل هذه الرفعة وذاك السمو وتلك اللباقة التي عرفها حفل افتتاح مونديال قطر وشهد لها العالم جميعه –عدا المغرضين طبعا – بالتفرد في الجمال والاستثنائية في العظمة ، والبراعة في التنظيم ، يأتي من يقارن كل هذا التميز وتلك الروعة ، بحفيل افتتاح بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين “الشان” المقام في الجزائر، الذي لا يقارن حتى بأبسط موسم ديني في أبعد قرية في أدغال إفريقيا ، الافتتاح الذي جاء مخيبا لآمال الأمم الإفريقية والبلدان المغاربية والعربية ، بما شابه من ممارسات دنيئة ومناورات سافرة وتصريحات سخيفة مليئة بأقبح عبارات العنصرية التي لا تمت بأي صلة للشأن الكروي ، والمنافية للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والذي تُعمد فيه إلقاؤها بهدف تمرير المغالطات السياسية الداعية للصراع والفتنة وتقسيم البلد الجار”المغرب “وتدمير وإهدار مقدراته وزعزعة أمنه ونشر الفتنة بين شعبه وبين شقيقه الشعب الجزائري ، وذلك عبر الأصوات التي اعتاد حكام الجزائر استئجارها، أفرادا ومؤسسات، لتروج للتعصب والظلامية ، كما هو حال المرتزق زويليفليل مانديلا حفيد نيلسون مانديلا ، الذي خان وطنه وباع رصيد جده النضالي كزعيم لجنوب أفريقي، بانخراطه في مخططات العسكر الشيطانية التي لا تريد الخير والوئام والسلام للمغرب ، والذي استقدمه حكام الجزائر ليحرض في حفل افتتاح بطولة رياضية على القتل الفتك بشعب مسالم بقوله: “دعونا لا ننسى آخر مستعمرة أفريقية، الصحراء الغربية، ولنحارب من أجل تحريرها”.
وأود أن أشدد في الختام، على أننا جميعنا معنيون ، وإلى أبعد الحدود، بكل ما يحاك ضد وحدة مغربنا ، وعلينا كمغاربة ووطنيين مواصلة فضح زيف الشعارات الحقودة والعنصرية النابعة من حقد وجهل وسطحية وتفاهة حكام جراتنا الشرقية والمهينة ليس للمغرب وحده ، بل وللقارة وكرة القدم الإفريقيتين، ومطالبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتخاذ الإجراءات الصارمة التي تستحقها تلك التجاوزات السافرة والناشرة للإحباط والكآبة ولقلق القاتل للأمل