بقلم: د. إدريس أوهنا.
مباشرة وبلا مقدمات، وبعيدا عن لغة الخشب:
هل يكفي وصف ما يبشر به عبد اللطيف وهبي ، ويعقد العزم على المضي فيه، من رفع التجريم عن فاحشة الزنا في بلد أمير المؤمنين بالوقاحة؟ أم الأمر أكبر من ذلك وأشنع؟
كيف لوزير العدل في دولة أمير المؤمنين، الذي أخذ على نفسه أن لا يحل حراما ولا يحرم حلالا، أن يتجرأ بالقول في تصريح إعلامي: “نتجه إلى عدم تجريم العلاقات الرضائية في الفضاء الخاص (إلغاء نص التجريم)، وسنضع بعض الشروط في الفضاء العام مع تخفيض العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي”؟
وهو الذي صرح في ندوة من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني بسلا، بأن “كل شخص حر في أن يختار الذهاب مع واحدة أو اثنتين -لجهله بالعربية قال: أو اثنين-، فتلك مسؤوليته”.
إن الأمر ليدعو إلى الغرابة من وجوه كثيرة:
أولها: مصادمة النص القطعي الصريح في كتاب الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} (سورة الإسراء، الآية 32).
ثانيها: مصادمة الدستور الذي ينص على أن: “الأسرة القائمة على علاقة الزواج الشرعي هي الخلية الأساسية للمجتمع”، وبالتالي فإن أي علاقة جنسية خارج هذا الميثاق المقدس هي علاقة محرمة ومجرمة ديانة وقضاء.
ثالثها: هل تخفى المفاسد والأضرار الاجتماعية والصحية وغيرها على وزير العدل الداعي لتحرير الغريزة الجنسية من أي قيد من دين أو قانون؟؟
رابعها: لماذا يجرؤ هذا الوزير على رفع عقيرته بما يعارض الثوابت الدينية للمملكة، ويهدد أمنها الروحي؟ وبالمقابل يسكت المطوقون بأمانة الدفاع عن تلك الثوابت في المجلس العلمي الأعلى، ولا ينبسون ببنت شفة؟ إلا -وللأمانة- ما يكون من خرجات المقدر العلامة مصطفى بن حمزة، وبصفته الشخصية، حفظه الله ورعاه.
أقول لعبد اللطيف وهبي: أليست مشاهد الطوفان البشري في صلاة عيد الفطر، وفي كل بقاع المملكة بلا استثناء، كافية لتشعرك بأن المغاربة لن يقبلوا المصيبة في دينهم ؟؟ وأنهم قد يصبرون على الغلاء والوباء، لكنهم أبدا لن يصبروا على هدم دينهم ولن يقبلوا محاربة شريعة ربهم؟؟
وأنه مهما بلع العلماء وحماة الشريعة ألسنتهم، فإن العوام إن أحسوا منكم العزم على الهدم، والإصرار على الشنار والدمار لثوابت الأمة، سيهبون للدفاع عن دينهم هبة رجل واحد، وسيضعون حدا لعبثكم وتطاولكم تحت الرعاية السامية لحامي الملة والدين.
اعلم وزير العدل الذي لم يعدل فيما صرح به ولا قارب، أن هذه الأرض المباركة عمرت قرونا عديدة، تحت راية القرآن، مفعمة بمحبة الرسول العدنان، أمازيغيها وعربها، وأن وجودها وبقاءها بالإسلام وللإسلام، مهما كاد الكائدون، وناور الحاقدون، وخان الخائنون، وتأمل المستغربون المستلبون !!
لذلك، نصيحة لكل دعاة “الدياثة” باسم “الحداثة”، لا تلعبوا بالنار، حتى لا تكونوا أول من يحترق بنيرانها، ويكتوي بجمارها.. واعلموا أنكم واقعون -بلغة كرة القدم- في حالة شرود عن القضايا الحقيقية والمصيرية، إن بقصد أو بجهالة وجاهلية !!