عبثية كرة القدم 4

الجديد بريس حميد طولست 

 سبق أن كتبت مرة أنه رغم إنتمائي لحي -فاس الجديد-غالبية أهله من عشاق كرة القدم والعديد منهم من لاعبيها ، فإنني لم أكن يوما ،لا في طفولتي ولا في الشباب من هواتها ولا من المهووسين بمتابعة مقابلاتها ولا يستهوني حتى الخوض في أخبارها المحلية والوطنية وحتى الدولية ، لكن إذا تعلق الأمر بما يجريه فريقنا الوطني من مقابلات ضد نظرائه من الفرق الدولية ، فتراني وقد سمرتني -رغم انزلاق سنين العمر نحو الشيخوخة المضنية وانحسار الإهتمام بالعديد من الأمور الترفيهية- شبقية الولاء للوطن أمام شاشة التلفزة لمشاهدتها باهتمام الخبراء ، كما فعلت مع المباراة التي جمعت منتخبي المغرب والجزائر، برسم ربع نهائي كأس العرب ، الحدث الكبير ذو المدلولات السياسية بامتياز . صحيح أن كل دول العالم ترغب في كسب بطولات كرة القدم ، كما باقي الرياضات ، وتفتخر بإضافتها إلى رصيد منجزاتها ، دون أن تنسيها تلك الرغبة ، مهما قويت، حقيقة ومنطق كافة الرياضات المبنية على فائز ومنهزم ، الذي حاول الكثير من ذوي النفوس المريضة اخراج مقابلة المغرب/الجزائر عن نسقيتها الطبيعية، بغاية زرع الفرقة والعداوة بين فريقي الشعبين الشقيقين ضدا فيما يجمعهما من أخوة الدم والهوية والثقافة واللغة والجغرافيا والدين ، وغير ذلك من اللحمات الكفيلة بتوقيف حماقات الانقسام والتشتت المبني على المزاعم والإفتراءات والسائس، وخاصة في مجال الرياضة ، التي هي من أفضل وأنجع سبل التقريب بين الناس وبناء الصداقات ونشر الأخوة والسلام بين الأمم؛ ـــــالغاية المثالية التي لن تفلح ظفيليات الكراهية في اسْتَدْراج الشعبين الشقيقين إلى جحود قيمها ما يجمعهما ، بشهادة التاريخ والعصور ، وبدليل انتصار مظاهر الحب والتآخي والاحترام والاحترافية ، التي عاشتها جماهير كرة القدم ، قبل وبعد وخلال 120 دققيقة مدة المباراة العالية المستوى -بشهادة الخبراء الملاحظين والمتتبعين – التي أعطانا فيها كل من الجمهور واللاعبين دروسا في الأخوة ولا شيء غير الأخوة ، التي كان من أبرز مميزاتها على سبيل المثال لا الحصر: الصدق والمصداقية ، العفوية والموضوعية ، الاستقلالية والحيادية، المصارحة والمكاشفة ، التي نود أن نرى ، في المستقبل القريب ، أثرها الفعال في إعادة الثقة والصداقة بين الشعبين الجارين الموحدين بالهوية الأمازيغية الأصلية العريقة الضاربة بجذورها في تاريخ أرض تامزغا بشمال افريقيا ؛ عاشت الأخوة والإنسانية بين جميع بلدان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *