من السمات غير المتحضرة والمتعارضة مع قواعد العقل والمنطق والطبيعة وجميع شرائع الرياضات وعلى رأسها قوانين كرة القدم ، هيمنة منطق الخصومة والتنابز والإحلال على منطق التكامل والتوافق وعدم تغليب أحتكام التكامل والتعاضد وترجيح القواسم المشتركة في حل المشكل المتنازع عليها بين المختلفين ، كما هو الوضع مع ما عرفته الوداد الفاسي ، في خضمّ التحوّلات الإنهياريّة المُتتابعة المحزنة والمؤرّقة ، التي دفعت العقلية الانحيازية مختلف مكونات الجماهير الرياضية المهتمة بكرة القدم إلى دخول في صّراعات مجانية -“حرب الجميع ضد الجميع- المعترك الذي أوْهن موقع الوداد ومهّد الطريق لظهور نوعية من المهتمين الجدد ، الذين يمكن أن يطلق عليهم المختصين أو الاحترافيين في تسيير الأندية الكروية، والمتخصصين في إجترار قضاياها البالية، وتجنّب الأساسي منها ، وإهمال الذي يمس تغيير المألوف ليبقى المعتاد على ما هو عليه ، الذين نصّبوا ذواتهم “وافويين” أكثر من غيرهم الذين يعدون الوداد ملكية خاصة ،ويرون في كل متتبع متطاولاً جديرا بالاقتلاع والمطاردة. ، ما يدفع بالمهتمين للتساؤل عمن هو “الوافوي” الحق ، هل ذاك الذي يتصرف في شؤون الفريق وناديه كما يشاء بيعًا وشراء ومقايضة وتبادلاً، ضدا في مستقبل و مصالحه؟ أم هو ذاك الذي صم آذانه عن ما تعيشه الفريق وبيئة الفريق وجمهور الفريق من المعضلات المفتعلة ، ولا يجتهد في ابتكار الحلول للنهوض بأحوالها جميعها ، أو ذاك الذي يكتفي بالحياء البعيد عن الوعي والفهم والإنتماء الكروي في ممارسة “الوافوية”،لا والف لا ، فليس هذا ولا ذاك هو “الوافاوي” المثالي ، وإنما هو ذاك الذي تحولت عنده قضية “الواف” إلى مبدأ يشعر تجاهه بالمسؤولية ووجوب التضحية . وبذقة أكثر “الوافوي” هو ذاك أصبح ضمير الفريق وجمهوره ، والمعبر عن آلامه وآماله ، وحامل مشعل الدفاع عن مصلحته بكل شجاعة وإخلاص . وأمام هذه الإحاطة بمعنى”الوافوي” الحق ، لاشك أنه سيتساقط الكثير من منتحلي صفة “الوافوي”، و من نحلهم غيرهم تلك الصفة لمجرد صياحهم باسم “الواف” في مدرجات الملاعب ، أو لشهرة إعلامية مزيفة ألصقت بالبعض لغاية في نفس يعقوب ، بينما نجد أن صفة “الوافوي” الحق تنطبق على الكثير من البسطاء من حولنا ، الذين يحملون في أعماق بساطتهم حب الواف الحقيقي والصادق. ربما يقول قائل : ومن لك بكل هذه التصنيفات ؟؟ فأطمئنه بأنها مستقة من كم الردود التي وردتني كإجابات وتعليقات على النداء الذي دعوت فيه الفاسجديديين لتوحيد جهود القوى من أجل إنقاد فريقهم العتيد من المنزلق الخطير الذي يسير فيه ،بدل الصراعات الخاوية على المور الهامشية . وفي اختام اتمنى أن تحمل السنة الأمازيغية 2972 معها الخير والبركة للوداد الفاسي وكل “الوافوين” الصادقين ، وكل عام وجميع البشر بالف خير. ــــــ هوامش:الوافاوي نسبة للواف WAF التسمية الفرنسية المختصرة للوداد الفاسي المغربي.