بدر شاشا طالب باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة
تتمثل مقالع الأحجار والرمال في المغرب في جوانب معقدة وحيوية تتراوح بين استخداماتها الضرورية لقطاع البناء والتشييد، وبين التحديات البيئية والصحية التي تطرأ نتيجة لاستنزاف هذه الموارد الطبيعية بشكل قانوني وغير قانوني. يظهر أن وجود هذه المقالع ليس فقط مسألة تطوير واقتصاد، بل هي أيضًا تحدي بيئي يتطلب التفكير الجاد واتخاذ إجراءات فعالة. تشهد مقالع الأحجار والرمال نشاطًا مكثفًا نتيجة الطلب المتزايد على المواد الإنشائية. ومع ذلك، يعتبر استنزاف هذه الموارد بشكل غير محكم وتفريغها دون تنظيم أمرًا يثير القلق. يتسبب ذلك في فقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة والحياة البرية.
تؤثر عمليات الحفر والاستخراج على البيئة المحيطة، حيث يتم إزالة طبقات من التربة والنباتات. يؤدي ذلك إلى تغييرات في الطبيعة البيئية وفقدان المواقع الطبيعية الهامة. بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب الغبار والضوضاء الناتجة عن عمليات الاستخراج في تلوث الهواء وتأثيرات صحية سلبية على السكان المحليين.
يعاني قطاع المقالع في المغرب من نقص في التنظيم وفقًا لقوانين الحفاظ على البيئة واستدامة الموارد. يجب تشديد الضوابط والرقابة لضمان استخدام مستدام للموارد والحفاظ على التوازن البيئي.
من أجل التصدي لتحديات مقالع الأحجار والرمال، يجب اتخاذ تدابير وقائية فورية. يتطلب الأمر تطوير سياسات بيئية فعّالة وفرض عقوبات على التجاوزات البيئية. علاوة على ذلك، يجب تعزيز التوعية حول التأثيرات البيئية لعمليات الاستخراج وتشجيع استخدام التقنيات البديلة والمستدامة.
يتطلب إدارة مقالع الأحجار والرمال في المغرب رؤية شاملة تجمع بين احتياجات البنية التحتية والاقتصاد مع الالتزام البيئي والاستدامة. من خلال اتخاذ إجراءات فعالة وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، يمكن تحقيق توازن يضمن استمرارية النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة وصحة المجتمع.