هيبة المنصب والمستشارين الجدد!

الجديد بريس – حميد طولست 

هناك سوء فهم بالغ وارتباك صارخ يغشى عقول فئة عريضة من المنتخبين الجدد الذين يتخيلون أن تقطيب الجباه ورسم علامات التجهم والعبوس على الوجوه من العلامات التي تضفي الوقار على ذواتهم وشخصياتهم وتجلب الهيبة لمناصبهم وتمنحها الكمالية والمثالية ، كما هو واقع احال غالبية المنتخبين الجدد ،في تعاملهم مع الناخبين ، الذين يقابلونهم بوجوه متجهمة عابسة خالية من اللطف واللباقة واللياقة وأي من علامات الترحيب والتبسم والبشاشة، وغيرها من اساليب جبر الخواطر التي هم أبخل خلق الله في ممارستها ، عكس منتخبي الدول المتقدمة الذين يجسدون كل قيم الذوق والأدب والاحترام الذي يبعث الطمأنينة لدى الناخبين ، ويساعد على والتواصل معهم بلطف بعيد عن صرامة قسمات الوجهه وفظاظة الألسن وغلظة القلوب ، التي تدل على الاحتقار والنفور ، الذي ويوترها العلاقة والصلة بين الطرفين ، ويدفع إلى مبادلة الجفاء بأقسى منه، المؤدي لفشل المنتخبين في مهامهم التي أنتخبوا من أجلها.

ربما قد يقول قائل ممن يبريرون تلك السلوكات التي أصبح ، جزءا من معاملات منتخبينا لإنتزاع الوقار والهيبة والاحترام عنوة من ناخبيهم ، في السوق وفي المدرسة وفي الجامعة وفي العمل أو المسجد ، : بأن ضغوط المنصب وصعوبة المسؤولية ، والتفكير الدائم في الواقع المؤلم الذي يعيشه المنتخبين ، هي ما فرض عليهم الصرامة والكآبة في التعامل ، وقد يردّ آخر قائلا: وهل ضغوط المنصب ، وصعوبة المسؤولية هي حالة تخص منتخبينا وحدهم دون غيرهم من منتخبي الدنيا ، الذين تجاوزوا منتخبي مجتمعنا في التشبع بما يدعو إليه ديننا الحنيف من سلوكيات اللطف والسماحة التي تزيد المنتحب ذي الوجه المبتسم، تألقا في أعين من شعر بدفئ وصدقية إبتسامته ، الذي ينقل إليه بالمقابل عدوى التفاؤل الذي خلفه تبسمه في وجوهه لما للإبتسام من عظيم الأثر والتأثير على نفسية الإنسان، والذي حدى بالنبى صلى الله عليه وسلم أن يجعلها من بين العبادة العليا كالصدقة ، في قوله صلى الله عليه وسلم: “تبسمك فى وجه أخيك صدقة”، وقوله :لا تحتقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق”،

وبالمناسبة أتقدم –كمنخب سابق- بنصيحة غالية لمنتخبينا الجدد ، بأن يتخلصوا من موروثات الأفكار المجتمعية الغبية التي يحملونها حول قدرة العلظة والصرامة في صناعة هيبة المركز، وإبتسموا في وجوه ناخبيكم فهم طيبون ولا ينتظرون غير عودة الإبتسامة التي اسعملتموها في حملتكم الإنتخابية والتي أدرت عليكم أصواتهم، ولماذا لا تجعلوها جزءا من عقيدة تمارونسها احتسابا وطلبا للأجر من الله وليس لغرض دنيوي بعد انتهاء الحملة الإنتخابية ، وأني لا أشك في أنكم تعلمون حق المعرفة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يبتسم في ذروة الشدائد ليعطى الأمل ، حتى قال فيه عبد الله بــن الحارث بن حزم: “ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله ” لأنه صلى الله عليه وسلم يعرف أن الذى من يحمل وجها مبتسما، شخص يحبه الجميع ويحاول الكل التودد إليه، فإستهلوا أيامكم بالابتسامات العريضة الصادقة وليس الغبية المفتعلة، وبشوا في وجوه ناخبيكم من أجل عودة الأمل والثقة، فالبشاشة علامة على الصحة النفسية ، وتجسيد لكل قيم الذوق والأدب والاحترام الذي مكنكم مما أنتم فيه من مناصب المسؤولية ، التي أحييكم وأقدر شجاعتكم على تحملها رغم ما ورد عنها في القرآن الكريم بلقظ الأمانة في قوله سبحانه وتعالى : “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان إنه كان ظلوما جهولة”الأحزاب 72 واعانكم الله على تقديرها حق تقدرها والقيام بها كاملة كما أمر سبحانه وتعالى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *