بدر شاشا باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة
نحن نعلم بانتشار الغش في وسط التلاميذ واكتساب النقاط بواسطته في الامتحانات، بالإضافة إلى الغش في امتحانات مباريات التعليم. لذا، لماذا يتم استبعاد أصحاب النقاط المتوسطة أو السن؟
في ظل التطورات الحالية في المجال التعليمي بالمغرب، تثير إجراءات وزارة التعليم المتعلقة بشروط مباريات التعليم الجدل والاستياء بين الكثير من المعنيين. إن إلغاء شروط مباريات التعليم التي فرضها وزير التعليم يعتبر خطوة غير مقبولة وتحتاج إلى إعادة النظر الجادة والشفافة.
باعتبارنا مجتمعا متحضرا، يجب علينا أن نسعى دائمًا للعدالة والمساواة في فرص التعليم، وهذا يتضمن ضمان أن الشروط والمعايير المفروضة للوصول إلى المجال التعليمي لا تكون عقبة أمام الطلاب المستحقين. من غير المقبول أن يكون وزير التعليم الوحيد الذي يحدد مصير الآلاف من المجازين، دون مراعاة لظروفهم الفردية أو حتى للمصلحة العامة.
تظهر هذه الإجراءات الجديدة بأنها تفتقد إلى الشفافية والمرونة، وتعتبر قرارًا متسرعًا لم يتم التشاور فيه مع جميع الأطراف المعنية، وهذا ينتقد بشدة. إن مسألة إصلاح التعليم لا يمكن أن تتم على حساب حقوق وفرص الطلاب والمجازين، بل يجب أن تتم من خلال عملية مشتركة وشاملة تضم جميع الفاعلين في الميدان التعليمي.
لذا، فإن الجمعيات المدنية والمنظمات غير الحكومية والقوانين الوطنية تلعب دورا حاسما في ضمان احترام حقوق الطلاب والمجازين والعمل نحو نظام تعليمي أكثر عدالة وشمولية. يجب على الحكومة أن تستجيب لمطالب المجتمع المدني وتتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة النظر في هذه السياسات وضمان حقوق الجميع في الوصول إلى التعليم دون عوائق غير مبررة.
استمرار الحوار والنقاش حول هذا الموضوع ضروري لضمان أن تتخذ السلطات المسؤولة القرارات المناسبة التي تحقق العدالة والشمولية في نظام التعليم. يجب على الحكومة أن تستمع إلى مختلف الآراء والملاحظات وأن تتعاون مع الجمعيات المدنية والخبراء في مجال التعليم لتحسين السياسات التعليمية وتوفير بيئة تعليمية تشجع على الابتكار والتفوق.
إن تحقيق العدالة التعليمية يعتبر تحديًا مستمرًا، ويتطلب التزامًا دائمًا بتقديم فرص متساوية للجميع، بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية أو الاقتصادية. لذا، ينبغي على المجتمع المدني والشباب وجميع الفاعلين المعنيين البقاء مستمرين في الضغط من أجل إصلاحات حقيقية وشاملة في نظام التعليم يضمن تحقيق العدالة والتقدم للجميع.
باستمرار النقاش والعمل المشترك، يمكننا تحقيق تحول إيجابي في مجال التعليم يسهم في تعزيز التنمية الشاملة وبناء مستقبل أفضل للمجتمع بأسره.
يجب أن نتذكر دائمًا أن التعليم هو حق أساسي يجب أن يكون متاحًا للجميع دون تمييز أو تحيز. إن إلغاء شروط مباريات التعليم يجب أن يكون جزءًا من جهودنا المشتركة نحو بناء مستقبل أفضل وأكثر عدالة للأجيال القادمة في المغرب.