بدر شاشا
في بيئة المدرسة المغربية، يتخذ الأساتذة دورًا حيويًا في توجيه وتنمية الطلاب، إلا أن بعضهم قد يتجاوز حدود هذا الدور بطرح الأسئلة الشخصية التي تخرج عن نطاق المناهج الدراسية، مثل: “ماذا يفعل أبوك وأمك؟” و “أين تسكن؟”. هذا التصرف قد ينطوي على فضول زائد ويسبب إحراجًا للطلاب.
بالرغم من أن بعض الأسئلة الشخصية قد تأتي من نية طيبة لتعزيز التواصل والفهم بين الأساتذة والطلاب، إلا أنها قد تفتح أبوابًا لتدخل غير ملائم في الخصوصية الشخصية للطلاب وتخلق مواقف محرجة.
تتطلب العلاقة بين الأساتذة والطلاب احترام الحدود والتركيز على الأمور الأكاديمية والتربوية. ينبغي للأساتذة أن يكونوا حذرين في طرح الأسئلة الشخصية، وأن يضعوا في اعتبارهم أن الطلاب لديهم حقوق في الخصوصية والاحترام.
من الأفضل أن يركز الأساتذة على توجيه الطلاب في المواضيع الأكاديمية وتعزيز مهارات التفكير والتحليل لديهم، بدلاً من الانشغال بالأمور الشخصية. يمكن للأساتذة تحقيق التواصل الفعّال مع الطلاب من خلال إظهار اهتمامهم بمسارات تعلمهم وتطورهم الأكاديمي، وبإيجاد بيئة مفتوحة للحوار والمشاركة داخل الصف.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأساتذة أن يستخدموا أساليب التوجيه الفعّالة لتعزيز الفهم والتفاعل مع المناهج الدراسية، مثل طرح الأسئلة التي تشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات. علاوة على ذلك، يمكن للأساتذة استخدام الأنشطة التفاعلية والمناهج القائمة على المشاركة لجذب انتباه الطلاب وتعزيز مشاركتهم في العملية التعليمية.
يجب على الأساتذة أن يكونوا حساسين لاحتياجات الطلاب وخصوصياتهم، وأن يتجنبوا طرح الأسئلة التي قد تكون محرجة أو غير ملائمة. ينبغي أن تكون علاقة الأساتذة مع الطلاب مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم، وأن يعملوا على إنشاء بيئة تعليمية تشجع على النمو الأكاديمي والشخصي للطلاب دون تجاوز الحدود.
يجب أن يكون هدف الأساتذة هو توجيه الطلاب نحو النجاح الأكاديمي والشخصي، وذلك من خلال تقديم الدعم والتوجيه بطرق تحفز الطلاب وتعزز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم. من خلال الالتزام بمبادئ الاحترام والحيادية والاهتمام بالخصوصية، يمكن للأساتذة أن يصبحوا نماذج قوية للتوجيه والإلهام للطلاب في مسيرتهم التعليمية والحياتية.