“التعريب القسري” لمنتخبات شمال إفريقيا !

الجديد بريسحميد طولست

إن ما أثار إنتباهي وأجج غضبي وحنقي ، وأنا أتابع صراع الأباطرة المشوق الذي جرى في دور الربع النهائي” كأس أمم إفريقية” بين الأطلسيين الامازيغ في مواجهة أشقائهم الفراعنة الأقباط ، هو ما شاهدته وغيري كثيير ، من تجاوز الكثير من الإعلاميين والمعلقين والمحللين الرياضيين الوطنيين والدوليين وعلى رأسهم “الشرق أوسطيين” ، لكل الموضوعية والنزاهة الفكرية والحياد الإعلامي ، وضربهم عرض الحائط بالواقع الجغرافي والتاريخي والحضاري والثقافي والهوياتي للمنتخبات الشمال/إفريقية المشاركة في التظاهرة الكروية الإفريقية المقامة بالكاميرون الإفريقية ، أثناء نقلهم مجريات ووقائع أحداثها التي استغلتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيطر عليها كتائب الذباب الإلكتروني الشرق أوسطي ، وذلك بوصف منتخبات المتأهلة إلى دور ربع النهائي المغرب ومصر وتونس بــ”المنتخبات العربية” ، عبر تمريرها المستفز للعديد من المصطلحات العرقية والمفاهيم العنصرية الإقصائية ، في محاولة بئيسة لتذويب الشعوب المغاربية الأمازيغية حضاريا وثقافيا ولغويا وهوياتيا في بوتقة “العروبة الخالصة” خدمة لأيدولوجية “تعريبية” قسرية غير أخلاقية مزورة لتاريخ وحضارة وثقافة تلك الشعوب الضاربة في العراقة ، والتي لا علاقة لها بالمشرق ولا تمثل شعوبه العربية ، الأمر الذي أكدته الأبحاث العلمية والاكتشافات الأركيولوجية الفاضحة لسياسة الأدلجة التي يمارسها الإعلام المأجور من خلال محاولاته المستمرة لإلصاق مزاعم “العرق العربي الخالص” بالمنطقة المغاربية والشمال إفريقية وشعوبها ، لتحطيم ماديتها ، وهدم منظومة عيشها ، وكسر رمزيتها، ومسخ تقافتها، وطمس فلسفة منتجها، وتغيير نظرتها وفكرتها عن نفسها ، لتصبح متغربة عن ذاتها وعن العالم من حولها، فتسهل قولبتها قولبة جديدة تكسر استقلاليتها وتصادر حريتها على جميع الاصعدة ، كما حدث بالفعل بين الكأسين العربي وإفريقي ، حيث إختلط الأمر على المنتخبات الشمال إفريقية ، فلم تعد تعرف أهي عربية أسيوية أم تنتمي الى قارة افريقيا ، بدليل أنهم بالأمس لعبون في بطولة كأس الخليج “كأس العرب” في قطر ، واليوم جاؤوا ليلعبوا في كأس أمم أفريقيا ، العبث واللامنطقية واللاعقلانية التي دفعت بكل من أسطورة كرة القدم الكاميروني “روجي ميلا” لقصف منتخبات الشمال إفريقيا بقوله: ” من ليس أفريقيا ليس عليه أن يلعب كأس افريقيا “، ودفعت بالتجمع العالمي الأمازيغي للتنديد في يناير 27، 2022 بــ”ـالتعريب القسري” لمنتخبات شمال إفريقيا المشاركة في كأس أمم إفريقية ، وما يحويه من انتهاك لدساتير بلدانها التي تقر برسمية الأمازيغية إلى جانب العربية والاعتراف بالتعدد الثقافي واللغوي. وكما أن الشيء بالشيء يذكر تحضرني مستملحة ذات مغزى عميق : فقد ذكرني الموضوع ، بطلب صاحب دار نشر عربية من الكاتب الامازيغي محمد شكري ذات يوم بتعريب عبارات امازيغية في روايته الخبز الحافي فكان رده قاطعا: هذا مستحيل! وعندما سئل لماذا مستحيل ؟ كان جواب شكري :لأن تلك العبارات هي أنا !. وفي الختام ، مبروك لجميع المصريين التأهل وتهنئة خاصة للامتدادنا الأمازيغي بمصر “أمازيغ سيوة” ولا بارك الله في من يضمر لنا الشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *