شاشا بدر
في خطابه الملكي السامي بمناسبة افتتاح البرلمان في تاريخ 14 أكتوبر 2016، أشار جلالة الملك إلى أهمية التواصل الفعّال والمستمر بين الإدارة والمواطن كأساس أساسي لنجاح الحكم الديمقراطي وتحقيق التنمية الشاملة والعادلة.
من غير المقبول أن يُعامل المواطن كجزء بسيط من المنظر العام لفضاء الإدارة، حيث يتم تجاهل شكاياته وتساؤلاته. إن المواطن ليس مجرد رقم إحصائي أو مجرد موجود في خلفية السلطة الإدارية، بل هو العنصر الأساسي الذي يشكل أساساً حقيقياً لوجود الإدارة نفسها. إن مشاركة المواطن واستجابة الإدارة لاحتياجاته ومشاكله ليست مجرد واجب إنساني، بل هي جزء لا يتجزأ من التزام الدولة بتقديم الخدمات وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
الإدارة، بمختلف مستوياتها، لها دور مهم في توفير الحلول والإجابات اللازمة للمواطنين، وذلك من خلال استجابة فعّالة لشكاويهم واستفساراتهم. فهي مسؤولة أيضاً عن تفسير الأمور وتوضيح القرارات التي تتخذها بموجب القوانين واللوائح، والتأكد من أنها تعمل في مصلحة الجميع دون تمييز.
التواصل المستمر بين الإدارة والمواطن يسهم في بناء الثقة وتعزيز الشفافية، مما يعزز من قدرة الدولة على تحقيق التقدم والتنمية المستدامة. إن التزام الإدارة بتوفير بيئة تفاعلية ومشاركة حقيقية مع المواطنين هو ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي.
يجب أن تكون الإدارة على قدر المسؤولية في التعامل مع المواطنين، وأن تضمن لهم حقهم في الحصول على الخدمات الضرورية والإجابة على استفساراتهم بما يضمن دعمهم ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم وحقوقهم المشروعة في بناء مجتمع يسود فيه العدل والمساواة للجميع.