بقلم الاستاذ : حميد طولست
لم تكن دهشتي العظيمة وحيرتي الكبيرة ، بسبب ما أثارته مقالتي المعنونة : “أين تختفي القطط يوم العيد ؟؟” من جدل واسع حول أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد، لكنها كانت بسبب إصرار الكثير من المعلقين – من الذين يؤمنون بأسطورة ذهاب القطط لأداء فريضة الحج في يوم عيد الأضحى – على صحة تلك الأسطورة ، واستدلالهم على واقعيتها بروايات أكثر غرابة وحكايات أشد دهشة ، من تلك المتداولة في بلادنا بين عامته وأطفاله ، حول السبب الرئيسي وراء اختفاء القطط وتحديدا بعد ذبح الأضحية ، والتي يلخصونها في ذهابها للحج، وذلك رغم الإثباتات المنطقية على كونها مجرد قصة من التراث ، والتي ربما نشأت ، كما غيرها من القصص الفلكلورية الشعبية التي تعكس المعتقدات والتقاليد المحلية المنتشرة في بعض المجتمعات العربية ومنها المغرب، وإنها إحدى الخرافات الغير المنطقية التي لا تستند إلى أي حقائق علمية ، ولا أساس لها من الصحة الدينية ، وبحجة أن فريضة الحج هي طقس ديني بشري لا تستطيع القطط أداؤه ، ولعل أكثر الإجابات غير المنطقية المثيرة للدهشة والاستغراب وأبرزها ما جاء به العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، كتفسيرات لتلك الروايات والحكايات ، التي يدعي الناس في بعضها بأن السبب الرئيسي وراء اختفاء القطط يوم العيد هو دعوتهم على مائدة سيدنا سليمان عليه السلام.
والحكاية التي تحدث فيها البعض الآخر عن اجتماع القطط مع ملكهم لتلقى التعليمات.
واغربها على الإطلاق هو عدم تورع العديد من علماء الدين عن إقحام الدين في تخريجاتهم البائسة الواهية ، لتبرير تلك الحكايات والأساطير الخرافية ، رغم أنها لا تمت للدين وللحقيقة بأية صلة ، ولم ترد في السنة النبوية و لا في تفاسير القرآن الكريم ، والتي منها على سبيل المثال:
إدعاء بعضهم بأن القطط تختفي صباح العيد لأنها ترى الملائكة وتهرب خوفاً منهم، أو تختفي احتراماُ لهم ، أو أن اختفاءها هو أمر من الله حتى لا يعترضوا لملك مكلف مكرم، ويستدلون على ذلك بأحاديث ضعيفة –موضوعة في الغالب- تخبر بنزول الملائكة أول أيام عيد الأضحى :كالحديث المروي عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عه وسلم : “إذا كان غداة الفطر وقفت الملائكة في أفواه الطرق فنادوا يا معشر المسلمين اغدوا إلى رب رحيم يمن بالخيرات ويثيب عليه الجزيل، أمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من السماء ارجعوا إلى منازلكم راشدين قد غفرت ذنوبكم كله، والأحاديث التي يحتجون بها على واقعية الأسطورة ، كالحديث الذي جاء في الصحيحين عن النبي أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً”، وكما في الحديث الذي روي عن البخاري ومسلم أن “فرس” الصحابي الجليل أسيد بن حضير أحست بالملائكة التي نزلت تستمتع إلى القرآن فاضطربت وكادت تؤذى الولد النائم.
وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يحاول بها البعض تأكيد صحة تلك الأساطير الخرافية ، رغم أنها ليست قضية أو موضوعاً مباشرا في الشريعة الإسلامية ، ولم ترد في السنة النبوية أو في تفاسير القرآن الكريم ، ، وبعيدا عن خزعبلات التفسيرات الوهمية لذهاب القطط للحج ، وخطف الجن لها ، واستدعائها لمائدة سليمان ، وممارستها لطقوس وشعائر العيد ، وغيرها من الترهات التي يكذبها المنطق ، ونهاها نفاها جملة وتفصيلا أحد مفتشي وزارة الأوقاف المصرية ، بتصريح صريح قال فه :”بإنه لا يوجد رصد لأي من مظاهر اختفاء القطط في مصر” ، الأمر الذي يؤكده كون التفسير المنطقي الوحيد لاختفائها يعود بالدرجة الأولى إلى التفافها حول حاويات القمامة حيث الأطعمة الملقاة بكثرة بجانب تلك الحاويات، ومحاولتها الحصول على نصيبها من الذبائح والأضاحي الوفيرة، وفي الدرجة الثانية إلى رغبتها في الابتعاد عن رائحة الدم ، التي تسبب لها حالة من التوتر ، الشيء الذي وقفت على صحته بنفسي عند تواجدي بالقاهرة يوم العيد ، حيث لاحظت حضور القطط وانتشارها المتميز بين المعيدين سواء عند أصهاري الذين أسعدني قضاء العيد ضيفا عندهم ، أو بين الناس في كل مكان من الشوارع العمومية.
وعيدكم مبارك ومليء بالقطط الأليفة ، وحفظكم الله من خربشاتها المؤلمة. بسبب أي أسطورة أو اعتقاد ديني.
• ضرورة إعادة الاستقرار والنمو لنادي الوداد الرياضي الفاسي.
• يتساءل الكثيرون عن سر تدني مستوى فريق الوداد الرياضي الفاسي ، وقد كان فريقا كبيرا، ومنافساً عنيدا في احتلال المقدمات في جل البطولات ، ويبحثون عن الأسباب المباشرة في تدهور مستواه وحصده للخيبات والخسارات المتوالية ، وتخلفه عن إحراز البطولات والألقاب ، وغيرها كثير من التساؤلات المؤرقة لجمهوره الغاضب مما آل إليه من سيء الحال وقبيح الأحوال، التي ترضي الخصوم قبل أصحاب الدار ، الذين من حقهم أن يغضبوا ، خاصة بعدما اكتشفوا، وبالملموس ، أن سبب كل علل وأمراض فريقهم ، ليست بسبب سوء الحظ ونحسه أو الإصابة بالعين وسوء الطالع ، كما يغمز بعضهم بذلك ، وليست بسبب قلة حنكة المدربين ، كما يلمز بذلك بعضهم الآخر، وليست بسبب ضعف دربة لاعبيه ، الذين حصلوا على أفضل المراكز وأعلى المراتب خلال العقود الخوالي ، بفضل مستوياتهم الرفيعة ولياقة أبدانهم الرائعة ،كما يغمز بذلك فريق ثالث، وإنما هي بسبب ما فرض على فريقهم من نحس وتخبط وعشوائية التسيير الإداري غير المحترف ،وعناد ومكابرة مرتزقته المتسلطين على دواليب الإدارة وقراراته غير المدروسة ، المغلفة بالخطابات الرنانة، والثرثرات الطنانة ، والتسويفات المستدامة ، التي لا تستطيع بناء فريق ، أو إصلاح أمره، ولا تقوى على الوقوف بحزم وشدة في وجه مشاكله، وتعريضه لمختلف الصعوبات والتحديات المضرة بمصلحته ، والأزمات المؤثرة على مستواه ، والمهددة لمستقبله .
• ومهما كان ما تهمس وتهمز وتغمز به مختلف الأطراف المهتمة بمستقبل “الواف”، فإن والتسلط على دواليب تسيير ناديه ، وتدبير شؤونه ، يبقى من أخطر أسباب “مرضه” التي يفرض على جماهيره ومريديه التفكير الجدي في المطالبة بتغيير حاله و المشاركة الفعالة في إصلاح أحواله ومعالجة مشكله المفتعلة ، وبالانخراط في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بكسر قيده وفك أسره ، وتطبيق الاستراتيجيات المعززة لاستقراره والمساعدة على وقايته من المشاكل والتحديات المستقبلية غير المتوقعة، والتي على رأسها جميعها ، توعية جمهور الفريق ومشجعيه ورفع وعيهم بمشاكل ناديهم الإدارية والمالية ، وتسليط الضوء على مسبباتها الحقيقية ، وإطلاعهم على الخروقات المرتكبة في حق فريق الواف ، وحث جماهيره على عدم غض الطرف على التجاوزات المتعمدة التي يتحمل مسؤوليتها الرياضية والأخلاقية والإدارية مرتزقة تسير دواليب خلال الموسم السالفة، ومطالبته بوضع ضوابط صارمة تمنعهم من التسلط عليها خلال هذا الموسم ومحاسبة من ثبت تورطه في إفساد النادي واستغلاله لمصالح الشخصية ، الأمر الذي لن يتأتى إلا بتنظيم حملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجمع تأييد ودعم الجماهير للمطالب بالتغيير ، والتواصل مع الجهات المختصة ، كالاتحاد الرياضي المغربي وغيرها من الجهات المعنية ودفعها لتدخلها لحل المشاكل الإدارية التي يتخبط فيها الفريق والتي لن يتم إصلاحها إلا بتنظيم انتخابات جديدة مبنية على الكفاءة والنزاهة والشفافية في اختيار الأعضاء الجدد من الشخصيات الرياضية السابقة ولاعبي الفريق القدامى من ذوي الكفاءة والخبرة الرياضية والإدارية وتشجيعهم على الترشح لمناصب التسيير الإداري ،و المشاركة في تقديم المشورة والاستفادة من خبراتهم في تطوير إدارة الفريق وجعله فعلا فريقا “يمرض ولا يموت” أي بمقدوره مواجهة الصعوبات والتحديات، للعودة للنهوض مجدداً .
• وفي الختام أدعو الله أن يوفق فريق الوداد الرياضي الفاسي ويمنحه قوة الصمود في وجه التحديات و بالصعوبات وعدم التأثر بها، ويجعله فريقاً دائم النهضة والتميز و الاستمرار في التطور والتقدم ، ويبارك في جهوده وأعضائه الشرفاء وجماهيره المخلصة ، ويحقق له النجاحات والبطولات التي يستحقها.
• آمين يا رب العالمين”.