حميد طولست
لا يمكن اختزال حالة الضعف والتراجع التي عرفها الوداد الرياضي الفاسي في مجرد انهزامه في مباراة هي أولى له في الموسم الجديد فحسب، لأنها هي امتداد لحلقات من مسلسل الإخفاقات المتلاحقة، والحضور الباهت على الساحة الكروية خلال السنوات الأخيرة الماضية التي عانى فيها”الواف” ومنها ويلات التسيير السيئ والإدارة العجائبية التي لم يشهد معها استقراراً لا ماديا ولا معنويا ولا حتى نفسيا ، ما أفقد جميع مكوناته بوصلة المبادرة ، وافلت زمامها من أيدي العارفين بخباياه ، ما اضطرهم للعمل من دون أساسٍ قوي ينطلقون منه إلى تقديم الإضافات الجديدة ، والنقلات النوعية المنشودة، كالانطلاقة المتميزة بالأفكار النيرة والمناهج المثمرة الحافلة بالنجاحات والإنجازات ، التي بدأ بها الرواد الأوائل تأسيس فريق الوداد الرياضي الفاسي، الأمرالذي كان بإمكان الخلف الاستفادة من تجاربهم في فرض الذات والوجود بين الكبار ومقارعتهم بندية وكرامة، والتي طالما تطلع إليها الجمهور “الوافوي” بدل منافسة الصغار على البقاء في المراكز الضعيفة، التي لم يبقى تواجد الفريق فيها وعليها إلا بلطف الأقدار وابتسامة الحظ ، واجتهاد المدربين واستماتة اللاعبين، وتشجيع الجماهير ، الذين لا يمكن رمي وزر مسؤولية الإخفاقات على كاهلهم – كما يروج المطبلون – رغم سعيهم الحثيث لكسر الجمود، وإسعاد الجماهير، الذي كان واضحاً للعيان..
فما على من يريد إصلاحا حال “الوداد الرياضي الفاسي”فعليا ، إلا أن يتوقف عن ركل كرة الاتهامات من جهة إلى أخرى -وخاصة جهة المدربين الذين نالوا نصيب الأسد من الانتقاد واللوم- ويواجه الواقع المؤلم للنادي والفريق بالشفافية والمسؤولية التي تمكنه من وضع اليد على الخلل ، فيسهل عليه ساعتها إيجاد الحلول الكفيلة بإخراجهما من حال الإحباط وخيبة الآمال التي تسببت فيها أيادٍ من كان له وطرا في إيصاله إلى ما هو عليه من وضع مترد، وصورة ضعيفة تدمع لها عين من عرف “الواف” أيام زمان.