حميد طولست
اعتبر عدد كبير من محبي الوداد الرياضي الفاسي الذين اعتبروا الفوز الأول الذي حققه فريقهم “الواف” في هذا الموسم ، أنه فأل خير وعلامة بركة على تحسن نتائج الفريق مباشرة بعد انتخاب الرئيس الجديد ، والذي يربطونه ببركته ، التي يرون أنها ساهمت في رفع الروح المعنوية للفريق ، وحفزته على تقديم أداء أفضل بعد أن حلت مكان النحس والسلبية التي عاشها الفريق لسنوات مع الرئيس السابق، والأمر الذي هو -من باب المنطق- مجرد انعكاس للتفاؤل والأمل في تحسن الأوضاع ، التي تضمره الجماهير “الوافوية” لفريقها ، والتي يمكن أن يكون “النحس” وسوء الحظ الذي يعتقد البعض الآخر أنه انتهى باستقالة الرئيس السابق ومكتبه المسير ،مجرد فترة انتقالية، والتي يبقى الوقت وحده القادر على إظهار ما إذا كان هذا الانتصار بداية لتحسن حقيقي في الفريق تحت إدارة الرئيس الجديد أم الظروف الملابسات التي تؤثر على نتائج مباراة كرة القدم .
صحيح أن أي تغيير في إدارة تسيير فرق كرة القدم ، قد يخلق طاقة جديدة داخلها ، ويعزز روحها المعنوية أو يحسن الظروف المحيطة بها، لكن في الواقع العملي لكرة القدم، فالنجاح فيها يعتمد زيادة عل كل ذلك وبشكل أساسي على الإعداد الجيد، والتدريب المستمر، والتخطيط التكتيكي الجاد، والمهارات الفردية والجماعية ، وتعاون كل مكونات الفرق والأندية على ذلك كل للوصول بالفريق للاستقرار المنشود الذي لا دخل لمفهوم فكرة “النحس أو البركة” فيه، والتي تبقى جزءا من الثقافة الشعبية في العديد من البلدان، وخاصة في ما يتعلق بالرياضة ،وكرة القدم على وجه الخصوص التي تتطلب عملية التغيير والتحسن الإيجابي في أوضاع فرقه وقتًا وجهودًا كبيرة من أي إدارة -جديدة كانت أو قديمة- والمدرب، واللاعبين ، إلى جانب تشجيع الجماهير المتفائلة التي يعزز تفاؤلها الروح المعنوية للاعبين ويخلق جوًا إيجابيًا يساعد على تحقيق نتائج أفضل.
ورغم أن النجاح في كرة القدم يحتاج إلى مزيج من القيادة الجيدة الطموحة، والعمل الجماعي، والقليل من الحظ ، فأملي كبير في أن يكون الرئيس الجديد “فأل حسن” و”بركة” على مسار النادي ، ونقطة تحول مهمة، تحدث تأثيرًا إيجابيا على استراتيجيات تسيير فريق الواف ، وتنعكس على التخطيط والاستثمارات الصحيحة في اللاعبين والبنية التحتية ، القادرة على تحقيق تطلعات الجماهير وإعادة الفريق إلى مسار الانتصارات والتألق ..
هوامش:
“النحس” و”البركة” هما مصطلحان متجدران في الثقافة الشعبية، واللذان غالبًا ما يُستخدمان للإشارة إلى الحظ ، حيث يُشار بالأول إلى سوء الحظ وإضاعة الفرص وحصد النتائج السلبية المتتالية التي يُعزيها الناس لملاحقة “النحس” لمن يسمونه بالمنحوس ،تماما كما هو حال فرق كرة القدم التي يلاحقها النحس في فترة من وجودها على الرغم من أن السبب الرئيسي قد يكون تقنيًا أو نفسيًا أو تكتيكيًا ،بينما تشير “البركة” إلى الحظ الجيد الذي يصادف الإنسان ، أو الفرق الرياضية ، حتى وإن لم يكن أداؤهما في بعض الأحيان يستحق تلك النتائج الإيجابية، مثل نجاح تلميذ في امتحان بأقل استعداد ، أو فوز فريق في الدقائق الأخيرة أو نجاته من هجمات خطيرة، انتهى التمهيد.