كرة القدم لعبة جماعية تعتمد في انتصاراتها وإخفاقاتها بشكل أساسي على عوامل وعناصر متعددة متكاملة ، تجعل من الخطأ
الاعتقاد بأن خسارة أي فريق في أي مباراة كما هو حال خسارة الوداد الفاسي ضد – يحدث بسبب سوء الجوانب الفنية والتكتيكية أو قلة الموهبة أو اختيار المدربين – التي رغم ما أهميتها الكبيرة في تعقيدات كرة القدم الحديثة- فلا تكون كافية وحدها لتحقيق الاستمرارية، دون النظر إلى الأسباب الأخرى التي لا تقل أهمية وتأثيرا من مفعول التغييرات التي تعرفها الإدارة المسيرة للأندية، والتي يمكن أن يكون لقراراتها الإستراتيجية التأثيرات إيجابية أو سلبية مباشرة على مسار الفرق، التي يتأثر أداؤها بتغيير استراتيجيات وتخطيطات الحفاظ على التقدم والنجاح ، حيث يساهم الانسجام الإداري في تحديد أولويات العمل الموجه لتوفير الدعم الشامل والبيئة الاحترافية والاهتمام بالجانب الصحي والنفسي المساعدة على تطوير المواهب ، كعنصر حاسم في تحقيق النتائج الإيجابية المستدامة، التي تجعل اللاعبين يواجهوا الصعوبات،
وبدون هذا التوجه، في العلاقات التي ترفع الروح المعنوية بين الإدارة للاعبين ، يجد اللاعبون أنفسهم في دوامة من التوترات ،التي ينعكس تأثرها السلبي على أدائهم مهما كانت مواهبهم.
وبشكل عام ، لماذا يجابه بعض المسؤولين بالرفض كل تغيير إيجابي يروم الرفع من مستويات أناديتهم ويحاربون الجديد ويدمنون القديم ؟
وهل مواجهة للتغيير الجيد والجديد الذي ربما بدأ يعرفه فريق نادي المغرب الفاسي وفريق “الواف” هو مرتبط لدى الجهة أو الشخص المسؤول عن تعطيله بكل الحيل القانونية وغير الشرعية، بعوامل شخصية أو مهنية أو خلل في طبيعة نادي الوداد الفاسي وجمهوره ؟ أو أنه يعود إلى أسباب غيرها، والتي أجهدت الذاكرة لتوصل لبعضها ، فوجدت أنها ربما تكون نابعة من خوف بعض المهيمنين من تقليل التغيير من نفوذهم أو سلطتهم و استفادتهم من وضعهم بالنادي ، أو ناتج من خشية بعضهم الآخر من مخاطرة فقدان الاستقرار الذي حققوه باستخدام الأساليب التقليدية وتفضيلهم البقاء في دائرة معرفتهم المألوفة ، أو لشعورهم بأن التغيير ليس ضرورياً طالما الأساليب القديمة كانت ناجحة ، وقد يكون ذلك بسبب تقاليد معينة مرتبطة لدى بعضهم بطريقة إدارة الأندية، التي يعتقدون،لنقص معرفتهم بالاستراتيجيات الرياضية الحديثة،وعدم إلمامهم بتقنياتها ، بأن تلك الأساليب هي الأفضل أو الأكثر احترامًا،
هذه النوعية من المسؤولين أو “المدير الخفي”، الذي وضع يديه على مواقع قرارات نادي الوداد الفاسي ، وصار له الكلمة الفصلُ في كل ما يتعلق بالخاص والعام بتسير فريقه”الواف” والذي يشيع بين الجمهور “الفاسجديدي، بأنه ذلك الموهوب الذي يلعب فيه الدور الذي لا يلعبه أمثاله من العباقرة الذين يتقنون فن الوجود في كل شيء وفي أي ميدان، ولو كان غائباً مستتراً وبعيداً عن الظهور ، حيث يترأس الاجتماعات وهو حاضر وغير موجود ، ويصدر التعليمات عبر التخاطر والإيحاء، بمهارات لا تقتصر على فنون التخفي، بل تتعداها إلى توزيع الأدوار ، فلا أبرع منه في إلقاء المسؤوليات وتحميلها للغير في حال إذا عمّت الإخفاقات واشتدت الأزمات ، و ما أذكاه في الوقوف كالبطل وراء المنجزات وقيادة الجهود والتزامه بسائر العهود ولا أسرع منه في قطف الثمار وتلقي المدائح و الإشادات عند النجاحات ، إنه فعلا ذاك المدير والمستشار والرئيس الخفي الذي لا يُشق له غبار في عالم الأشباح والظلال ومن المحزن أن مدير فريقنا “الخفي “هذا ، المحتل للصفوف الأمامية بكل حفل وداع وحفل استقبال ، مبتسماً بل ضاحكاً على حال الواف الذي أصبح مع شطحاته يتلقى الضربات تلو الضربات .