انتقدني عبر “الفيسبوك” أحد الأصدقاء المهتمين بالشأن الرياضي والذي أكن له كل الاحترام ، بدعوى أنني لم أوافقه الرأي في اللاعب مصطفى حجي ، واستهجنت هجومه الشرس عليه ووصفه بصفات يحاسب عليها القانون ، بحجة أنه السبب الرئيس في هزائم المنتخب الوطني ، وأنا على يقين أن صديق المنتقد -رغم كونه من النوع الذي لا يكاد يرى أحداً يخالفه الرأي حتى يشتد تعصبًا ويتحفز للاعتداء عليه ويعده سيئًا و منتهكا لحقوقه وحريته- يعلم علم اليقين أن حيادية الناقد أو المحلل الرياضي من ضروريات النجاح في خدمة الرياضة الوطنية عامة وكرة القدم خاصة، ويعرف كذلك أنه من المفترض ألا يكون النقد أو المدح لشخص بعينه في لعبة تُحدد الإدارة أهدافها وتضع خططها واستراتيجياتها وتوفر أدوات عملها الذي تشرف على تنفيذه دون حاجة للحلقة الأضعف ” حجي” – ولا أقصد الجط من مكانة حجي ولا منمهارته وكفاءته كلاعب دولي- لأن الأمر أكبر منه بكثير بحجة ما يقال : “أن الإدارة إذا كانت قوية كان الصرح قوياً ، وإذا ضعفت ، كانت هي العلة في هشاشة البناء”. وإني هنا لا ألوم الشارع الرياضي المغربي الذي يعتقد أنه بانخراطه في نقد أو مدح شخص بذاته أو جهة بعينها ، يجاهد من أجل ترقية منتخبه الوطني وخدمة كرة القدم ببلاده التي يعشقها -ولا أقلل هنا من ثقافة المشاهد والجمهرور الرياضي المغربي – ولكني ، للأسف ، ألوم كل اللوم أولئك الذين يتعمدون انتقاد الغير دون تقديم أي تشخيص مبدئي للمرض الذي تعاني منه كرة القدم ، أو أي محاولة لكشف الأسباب الحقيقية التي أوصلتها إلى ما هي عليه من تردي ، والذي يحتم عودة المنتقدين والمحللين إلى رشدهم ، ونسف اجتهادتهم المغلقة والعقيمة التي لا تخرج عن نطاق فكرهم النابع من منظورهم الضيق والمتعصب ،الذي لا ينتج فكرا ولا رأيا مثمرا ، حتى يستوعبوا من هم؟ ومن يمثلون؟! ومن ينتقدون ؟ وما هدفهم من ذاك النقد؟ أهو من أجل الارتقاء بالمنتخب والكرة المغربية؟ أم هو لأجل اسقاط شخص بعينه ؟ كم أتمنى أن يتم الارتقاء بالنقد والتحليل الرياضي، وألا يشوبهما الشك حتى يكونا خالصين لمصلحة كرة القدم الوطنية ، لأن ما نسمعه ونقرؤه ممن يفتون ويفسرون في قضايا الرياضة بلا دراية ، لا يمت بإية صلة للنقد الموضوعي ولا للتحليل السليم، بقدر ما هو انتقاذ عشوائي لاذع ، وهجوم مجاني ضار ، وتدخل سافر في أعمال ومهام الآخرين، يُفقد النقاد والمحللين الرياضيين احترام جماهير كرة القدم لهم .. وفي الختام ليسمح لي “منتقدي” أن أذكره ، بأن الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لكن العجب في ان يختلف الناس في آرائهم وأذواقهم ، ولكن العجب أن يتخاصموا من أجل هذا الاختلاف .