تحت شعار “قراءة الصورة مدخل للتربية البصرية في العصر الرقمي” تدشن الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة بداية شهر مارس 2022، بمجموعة عروض للأفلام وثائقية، من إخراج وبحضور الفنان عبد العلي رزقي، رئيس جمعية الشمس الذهبية بفرنسا، شريك الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، لفائدة تلاميذ وطلبة بعض المؤسسات التعليمية بفاس ومولاي يعقوب .
لأن الصورة اليوم أبلغ من أي خطاب مكتوب أو مسموع، فهي تختزل العديد من الخطابات المعلنة والمضمرة، ونظرا لاكتساحها حياتنا اليوم في الواقع وفي الفضاء الأزرق، أضحت الحاجة ماسة لتربية النشء على قراءتها وتفكيك مكوناتها، والكشف عن خطابها ورسالتها، واكتساب القدرات النقدية للوقوف على ما تصرح به الصورة أو تلمّح له، لأن جماليتها تجعلها تسكن طويلا في الذوات، وتوثر كثيرا في السرائر، وتُختزَن لفترة طويلة، لذلك أضحت سلاحا ذو حدين للإقناع، أوالتشويش، أوالتأثير،
والاعلام البصري اليوم، وتطوره الهائل جعل الصورة تغني عن كل سلاح تقليدي، وتقوم بالتجييش، والتعبئة والحشد لصالح من يملك قنواته الكبرى فاضحى السلطة المتحكمة الأولى.
ونظرا للانغماس في الصورة اليوم طيلة يقظة الطفل ،والى وقت نومه، فشخصيته هي ثمرة ما يبتلع من صور، تظل تفعل فعلها في كيانه.
لذلك يمكن أن نربي الطفل على كيفية قراءة الصورة، ومن خلال ذلك تحصينه من كل اختراق محتمل، والكشف عن الفبركة والتدليس الصوري الذي هو سمة وسائل التواصل الاجتماعي في زمن الصورة هذا.