الهاشتاغ Hashtag “”والحملة الاستنكارية ضد الغلاء الفاحش !

الجديد بريس

لسنا بحاجة إلى دراسات علمية لأثبات أن الشعب المغربي شعب طيب وكريم ومضياف ومسالم ، لكن الذي يحتاح إلى تلك الدراسات المعمقة هو: لماذا يعمل ذوي النوايا السيئة على إفقاده ما توارثه عبر الزمان من الصفات الخيرة ؟ ولماذا يصر أصحاب الأجندات الخبيثة على تجريده مما تأصل فيه من قيم ومبادئ نبيلة وأخلاق حميدة ؟، بما يفتعلونه من ضغوطات نفسية لتغيّير طبيعته المرحة وطبعه الفُكاهي إلى كتلة من الغضب الذي هو أول عتبات تراجع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية والحضارية ، وهو منتصف الطريق نحو وانسحاب الاحترام من الحياة العامة ، وتراجع المودة والتراحم والتسامح والسلام والإخاء والتعاون والإحسان ، وهو أوسع أبواب خشونة المجتمع المشرعة على محطات العنف الذي غزا المجتمع المغربي خلال العقود القليلة الأخيرة ، بسبب الأزمات الخطيرة الاجتماعية والثقافية والسياسية وعلى رأسها الاقتصادية ، التي دفعت بالمظلومين للإنتظام ضدها وضد مسببيها ، بكل الوسائل السلمية كالــ “هاشتاغ Hashtag” المصطلحات الجديدة ، إن لم أقل الغريبة ، والذي لم يكن معروفا عند الغالبية العظمى من المواطنين قبل موجة الزيادات المهولة التي عمت البلاد وآلمت العباد ، وتمخضت على حملة واسعة من التنديد بالغلاء ، انتظم فيها مضطهدي الشعب المغربي الجبار -الذي يستحق كل التبجيل والتقدير على صبره وتجلده – مستعملين فيها كل الطرق والوسائل السلمية والموسومة ورأسها “الهاشتاغ Hashtag” .
فما هو يا ترى هذا “الهاشتاغ Hashtag” الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة مثبتا سلطة الشعب منطلقا وهدفا ، وما دوره وتأثيره في تأريق كبار المسؤولين ، وتعريض المتسببين في الغلاء للضغوطِ النفسية الغضب والضيق والتعصب والقلق، الذي جعل النفوس لا تطمئن إليهم ،والأرواح لا تأنسُ بهم ،و الطباع السليمة لا تألفهم ، كجزاء لهم على اغلاقهم السمع والبصر عن حال المواطنين ، واكتفائهم بالتركيز على أحوالهم السيئة من خلال عدسة حالتهم النفسية التي يرون بها الأشياء كما تبدو لهم هم ، لا كما هي عليه في الواقع المناقضة لحقيقة صورتها الحقيقية الموصوفة ، وكأنهم لا يحسنون الإبصار لخفايا الأمور إلا عبر عواطفهم المحكومة بالأهواء والتطلعات المبنية على المصالح الشخصية والفصائلية والحزبية البعيدة عن المصلحة العامة.
وبناء على ما سبق وقبل أي شرح أو تبسيط لمعنى مصلح “الهاشتاغ” -الذي يحتاج لقراءة تشريحية معمقة لبنياته وتحليلات معمقة لتركيباته وتوسع في تفسير لخفاياه ومستوراته التي يعلمها المتخصصون الرقميون- الذي أثار انتشاره بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كل هذه الضجة التي قسمت الشارع المغربي ، قادة وساسة ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني ، إلا من أخذ الله بيده، إلى قسمين ، قسم افرط في معارضته لإستعمال “الهاشتاغ” لما فيه من تهديد لحياة البذخ والرفاه التي يعيشها من لا يهمهم أمر هذا الشعب ، ولا هم لمناصبهم غير التمويل والعائد المالي الريعي ، والذين لم يتورع من على رأسه بطحة منهم ، -اللي فيه الفز تيقفز- من القاء التصريحات والتوصيات وتقديم الدروس على من يعيش تردّ الحال وسوء الأحول لابراء الذمة ، وقسم افرط في تأييده لأنتشار”الهاشتاغ” لتأجج مشاعر الضيق والغضب والتعصب والقلق في نفوس المسؤولين عن تلك الزيادة التي قسمت ظهر المواطن المقهور، لإخراجهم عن صمتهم ، ويفصحوا عما تنطوي عليه نفوسهم المريضة من انحراف فكري ، وما يضمرونه من أفكار الثأر والانتقام ضدا هذا الشعب الطيب، تطبيقا لقول شكسبير:”نحن بحاجة للخلافات أحيانا لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم؟ ، الأمر الذي حدث بالفعل ، حيث افتضح المستور ، وكُشِفَ المخفي الذي جعل الناس في ذهول من أمر الـ”هاشتاغ” وقدراته الخارقة ، الذي يمكن تعريفه بأنه -حسب ما أمتلك من معلومات بسيطة – وسم ورمز يستخدم من أجل زيادة التفاعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بوضع علامة (#) قبل كلمة معينة لتصبح موضع نقاش مفتوح بين الناس ، والوسم الذي فإذا نحن فككناه ، لوجدنا أنه يكون من جزئين “هاش”Hash والذي هو الحرف الفرنسيH ، وعبارة “تاغ” tag التي تعني العلامة ، واللذان يكونان إسم ومصطلح “هاشتاغ” Hashtag الذي بدأ استخدامه لأول مرة على موقع “تويتر” بطريقة عفوية في تغريدة لخبير التقنية “كريس مسينا” يوم 23 أغسطس 2007، حيث سأل يومها عن رأي الناس في استخدام الهاشتاغ للتواصل بين المجموعات، والذي انتقل كوسم من رمز إلى أيقونة في عالم منصات التواصل الاجتماعي وأصبح علامة عالمية للتعبير عن المواقف أو إيصال رسائل في مختلف المنصات الاجتماعية ، بعد أن تبناه تويتر عام 2009 ليمكن مستخدمي الإنترنت من البحث عن المواضيع والتواصل بصورة أسهل، ما شجع جل منصات التواصل على أضاف خاصيته لمستخدميه ، كما فعل الفيسبوك.
ومن المفارقات الغريب أن يفوق الهاشتاغ المغربي المليون و النصف في الترند العالمي ، والأغرب أن تتداوله العديد من القنوات العالمية BBC و CBS وSKY NEWS على سبيل المثال لا الخصر ، ويحقق أكثر من مليون 1M على تطبيق تيكتوك TIKTOK. ، و 570 الف تغريدة عبر الفايس،300 الف على تويتر ، ويحصل على المرتبة 9عالميا -المعلومات يجب تحيينها لأنها دائمة التغير- ويبقى نوع من الصحافة المغربية والمؤثرين و الفنانيين و الصحافيين و الاذاعات و القنوات التي صدعت رؤوسنا بالتغيير والإصلاح ومحاربة الفساد ، تبقى حيال كل ذلك في سبات عميق ، السبات الذي لا ينم إلا على أنها لا تملك من أمرها شيئا ، وأن اخطبوط الفساد هو المتحكم في رقابها ، وتصدق فيها المقولة الحكيمة: أسوأ ما قد يصيب الصحافة ، هو أن تموت حية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *