لاشك في أن الملاحم التاريخية التي صنعتها الجماهير المغربية ، والصور الحضارية الراقية والقيم الإنسانية التي مررها منتخبها الوطني خلال مشاركته في مونديال قطر ، والإنجاز الكروي الكبير الذي حققه ببلوغه دور نصف نهائي كأس العالم قطر، كسابقة أولى من نوعها في تاريخ كرة القدم المغاربية والعربية والإفريقية ، وغيرها كثير من العوامل المشرفة التي أشادت بها كبريات الصحف والقنوات الدولية ، إلى جانب مشاركة أندية شهيرة عالميا- من قبيل فريق ريال مدريد الإسباني وفريق فلامينغو البرازيلي والأهلي وأوكلاند سيتي النيوزلندي وسياتل ساوندرز الأمريكي، والهلال السعودي والوداد الرياضي- هي من أهم العناصر التي ستساهم في إنجاح بطولة كأس العالم للأندية الذي يحتضنه المغرب ، والتي ستشكل فرصة سانحة لأعداد كبيرة من عشاق كرة القدم في العالم ، للتوجه نحو البلد الذي أبهرهم في مونديال قطر 2022، لمتابعة المباريات المختلفة النكهات، المغربية والعربية، والإفريقية، والأوروبية، والأمريكية التي ستنظم بملعبي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وملعب طنجة الكبير، كما سيكون لها دور كبير في استقطاب أعداد السياح التواقين لاكتشاف ما يزخر به المغرب من مؤهلات سياحية كبيرة ومتنوعة ، وما يحبل به من تاريخ ثري وحاضر يغري بالمعايشة ، لما يتسم به أهله من حسن الاستقبال وكرم الضيافة ، وما تنعم به أجواؤه من أمن واستقرار، يساعده على ذلك ما يمتلكه من بنيات تحتية متميزة ، ووسائل نقل عصرية – كالقطار فائق السرعة ” البراق”- و موارد بشرية مؤهلة وقادرة على تنظيم و احتضان أحداث كروية قارية كبيرة، يحضرها عدد مهم من المنتخبات ، كما هو الحال بالنسبة لكأس إفريقيا للأمم 2025 الذي ترشح المغرب لاستضافته ، الاستضافة التي شاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، وغيرها من وسائل الإعلام العالمية، أنه مستحق لها ، وبجدارة ، ضدا في منافسيه الذين لم يوفقوا في تنظيم بطولة إفريقيا للمحليين “الشان” الذي اتسم مند افتتاحه بالتنافي مع المبادئ الرياضية ، وانتهاك نظمها الأساسية ، بما تضمنته كلمة الافتتاح التي ألقاها المرتزق حفيد مانديلا من تهجم على السيادة المغرب ، إضافة إلى هتافات الجماهير العنصرية المسيئة للرياضة، والتي اضطرت الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، لاستفسار الكونفدرالية الإفريقية للعبة، عن معايير اختيار الضيوف ، وعن انخراط الأحداث التي رافقت “الشان” في الأمور ذات الطبيعة السياسية ، والتي تستوجب على “كاف” فرض عقوبات على مرتكبيها ، إتحاد كرة القدم الجزائري.