عديدة هي مصاعب العمل الجمعوي ، ومتنوعة هي مشاكله التي تعرض المتطوعين أحيانا كثيرة للإحباط وهمومه ، وتتسبب لهم في التوتر والعصبية والقلق، ليس بسبب ما يواجهونه من متاعب أثناء جلب الفائدة وتحقيق المصلحة فقط، ولكن جراء ما يفتعله بعض المنخرطين فيه من مشاحنات وشجارات وخصومات ناتجة عن اختلاف الرأي وتباين الرؤيا وتباين وتنوع الميولات والأهواء والأهداف التي تفرضها رغبتهم في التفرد ، التي يبقى تقبلها وتفهمها والتناغم معها بهدوء ، كنزعة طبيعية في الإنسان ، هو أفضل سبيل لمواجهة سلبيات نزعته الخطيرة ، وخير وسيلة لانقاد العمل الجمعوي من تحكمها الذي غالبا ما يقف في طريق تقدمه ، ويعرقل إنجازاته ، كما هو حال الاختلاف الحاصل بين بعض أعضاء مكتب “جمعية أبواب المشور” فاس الجديد، والذي عطل عمل الجمعية ، وتسبب لها في تراجع الأداء وانحدار النتائج ، أو كاد ، بسبب استماتة بعضهم على إصلاح الأوضاع الصعبة والمزرية التي يعيشها فريق الحي الذي يمثلونه “الوداد الرياضي الفاسي “الواف” والتي تستوجب التدخل الحازم لضبط وإعادة أموره لاتجاهها الصحيح، الطرح الذي تبناه بقوة وشجاعة رئيس الجمعية المساند من الشارع الرياضي “الفاسجديدي” المستاء من ضعف محصلةً مسيري “الواف” وهزالة مردوديتهم، والغاضب من معارضي خطة الرئيس الإصلاحية الجريئة ، الداعين لتغاضيه والجمعية التي يرأسها ، عما يكابده “الواف” ، وعدم الانشغال بإهمال وتقصير وتجاوزات مسيري ناديه التي أضرت بمصالحه وفوتت عليه الكثير من فرص النهوض والتنامي وإثبات الوجود والخروج من دوائر العتمة المظلمة نحو تبوء المكانة المرموقة والعودة إلى صفوف الكبار، على اعتبار أن الصمت –حسب رأيهم- في مثل هذه الحالات هو نعمة ودواء لكل المشاكل .
وبعد قدح رئيس الجمعية زناد فكره المخالف للمتهربين من مسئولياتاهم الذاتية، الغارقين في تداول كل ما هو سلبي ومحبط من سبل تخطي أزمات “الواف”، وتعليق كل فشله على الأسباب الغيبية البعيدة عن أرض الواقع ، بعد هذا وذاك وغيره كثير، قرر الرئيس مراسلة الجهات المسؤولة وطنيا – بعد أن أعيته المحاولات مع المسؤولين المحلية- عن كرة القدم حيث كتب رسالة للسيد لقجع عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم ، يشخّص له عبرها بكل أسفٍ الداء وعوارضه التي عطلت المسيرة الكروية “للواف” وتسببت في ما عرفه من تراجع مخيف وانحدار مرعب على صعيد الأداء والنتائج ، التي انعكست آثارها على الجمعية وساكنة الحي اللذان لم يشهدا مثل هذه الإخفاقات والاختلالات المستمرة منذ التأسيس قبل سنوات طويلة في ظل مكتب مسير جديد/قديم كان من المفترض أن يتجدد معه نشاط النادي وحيويته ويتواكب الحصاد الفريق، بدلا من إرهاق استهلاك الميزانيات بالإنفاق العشوائي الذي تجاوزت أرقامه المهولة، دون عائدٍ فني ملموس ومُجز كما هو حال العديد من الفرق التي في حجمه ومستواه .
وكلي يقين أن رئيس جمعية أبواب المشور لم ينس تذكير فريق الوداد الرياضي الفاسي بأنه “ليس وحده” وأنه وساكنة فاس الجديد معه في السراء والضراء ، وأنهم عن حاله مسؤولون ولديهم ما يمكن عمله ، ولو في دوائره الضيقة، وسيتكاتفون لإخراجه من محنته، لأنهم يعشقونه .