الباحث أبو علي الغزيوي انخراط دائم في القضايا الفكرية والتربوية

دأب الأستاذ الباحث أبو علي الغزيوي دوما على الانخراط في القضايا الفكرية والتربوية التي تشغل الرأي العام المغربي والعربي من موقع المسؤولية التاريخية والأخلاقية الملقاة على عاتق كل مثقف يبتغي التنوير والتغيير في محتمعه،ومن هذا المنطلق قام الباحث بتحديد مفهوم التربية المدرسية في أبعاده الفلسفية والعلمية والاجتماعية وهو يتغيى تحديد أهم الوظائف التي يجب أن تنهض بها التربية المدرسية في الواقع المدرسي بما يستجيب لحاجات المجتمع وضبط وترشيد وعقلنة الموارد والإمكانيات،وفي سياق تشخيصه لواقع العملية التربوية والتعليمية في المدرسة المغربية بنوعيها العمومية والخصوصية تبين هول ما تعانيه المدرسة من عبث وضياع وهدر للزمن في اصلاحات متتالية بدون جدوى حتى ليخيل لنا أننا أضعنا الطريق إلى الهدف، ما التربية التي نريد؟ وأي مجتمع نريد؟ وهل نحن صادقون فيما نفعل؟أم أن المدرسة يراد لها أن لا تتغير نحو الأحسن؟ومن المستفيد من هذا الوضع المتردي الذي تعيشه المنظومة التعليمية؟ أسئلة كثيرة تثوي خلف المسطور مما حبره الأستاذ الغزيوي في مقاله، فالتلاميذ ضحايا معارف متقادمة ومناهج وبرامج تعليمية تنتج بنيات ذهنية متخلفة تكرس انحطاط الوجود العربي برمته. وبفضل معرفته الواسعة بعلوم التربية و روادها الكبار ،استعرض الباحث الغزيوي مختلف التجارب التربوية التي شهدتها المدارس التعليمية في سياق المقارنة للتدليل على مدى صلاحية هذه التجربة او تلك في الواقع المغربي، وانتهى إلى ضرورة تنزيل إصلاح تعليمي قوامه القطيعة مع المناهج التقليدية التي تكرس الجمود والانحطاط الفكري بدل التربية على اعتماد العقل والمساءلة العلمية للظواهر والقضايا، ولإرساء هذا الإصلاح لابد من إرادة سياسية جريئة تضع حدا لكل الإديولوجيات واللوبيات التي من عادتها مقاومة كل تغيير يهدد مصالحها ،وذلك في محاولة لخلق شروط إنتاج ممارسة تربوية مغايرة تعيد الأمل وتحرر الإنسان،وتفتح امامه آفاقا جديدة للإبداع والتوهج ،ذلك ما يدعو إليه الأستاذ الغزيوي في هذا المقال،وقد كان لموقعه كأستاذ باحث راكم تجربة طويلة في الكتابة في أكثر من حقل معرفي دور كبير في الإحاطة الشاملة بنواقص الممارسة التربوية في مدارسنا اليوم والسبل الكفيلة بإعادة الاعتبار إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *