نحن مجموعة شباب و شابات اقتنعنا بالعمل الحزب و بالنضال من داخل المؤسسات ، و لأن جلنا كان مقتنع في مرحلة حكومة التناوب و ما بعدها بضرورة حضور الفكر الاشتراكي في التسيير و بلورة الافكار و اجراتها على أرض الواقع و كذلك شغفنا القوي بأفكار ونضال الرفيق العياشي المسعودي ، اعتزازنا القوي بانتماءه لقلعة النضال جامعة سيدي محمد بن عبد الله ،كان اختيارنا يتوافق و ما و نطمح إليه لمجتمع ديمقراطي حداثي اشتراكي ،انخرطنا في حزب الكتاب و كان مقر حزب التقدم و الإشتراكية وسط الحي الشعبي و قد اعتبرناه بيتنا الثاني و فضاء حر للقيام بأنشطة تربوية و ترفيهية و بداية حكاية حلم توسع مع مرور الوقت ، فكان لنا المجال الفسيح أو ما كنا نظن على أن حزبنا حزب الانفتاح و المقارعة بالأفكار لا بالتدليس و التبخيس .
كانت الشعارات الرنانة معلقة بكل بجدران المقر ،شعارات تحث الشباب و النساء على المشاركة الفعالة و الفعلية و الانضباط و كل ما كان يتخيل لنا اننا سوف نعيشه و نحققه بنضالنا داخل الحزب ،و بعد سيرورة طويلة و عسيرة لشباب جنان الورد عنوانها البارز لابد لنا أن نضحي من أجل الحزب ،نعترف اننا في لحظات خلفنا الموعد و سمحنا تحت مظلة ان مول الشكارة ضروري باش نزيدو للقدام ،و لكن دائما كان الهدف هو الحزب . لكي يحين الأوان و نقول نحن الشباب لنا الكلمة، لنا الحق في ان نرفض التضليل ، لنا كامل الحرية ان نرفض الرفس على أحلامنا و مبادئنا ،لنا الحق و كل الحق في ممارسة الديمقراطية من داخل حزبنا ، إلا أن احلام هؤلاء الشباب اصطدمت بواقع مزري واقع أن مول الحزب لا كلمة فوق كلمته و لا رأي فوق رايه ، و وجب لنا تقديم فروض الطاعة و الولاء و إلا سيتم طردنا ، هو نموذج سئ في ظل ما يعرفه المغرب من تقدم على مستوى الحقوق و الحريات خصوصا الحق في المشاركة السياسية للشباب .
إن كان النموذج التنموي خارطة طريق نحو تقدم و ازدهار البلاد حث على أهمية الشباب ها هو الشباب قد اختار الانخراط في المؤسسات الحزبية و هذه الأخيرة هي من تقصيه و تعتم على حضوره بل و تحاول صنع شباب على المقاس ،شباب لا يعرف الا المصلحة الذاتية و يتفنن في أساليب الركوع و الخنوع و الخضوع لتحقيق ما يريد.