بدر شاشا
يشهد العصر الحالي تطوراً مستمراً في مجال التكنولوجيا والرقمنة، ويعد تبني الحكومات للحلول التقنية والرقمية ضرورة حتمية لتحسين الأداء الإداري وتعزيز الشفافية والكفاءة. يعتبر تحسين نظام الدخول والخروج للموظفين في جميع القطاعات والمؤسسات، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، واحدة من الخطوات الرئيسية لتعزيز الرقمنة الإدارية وتحسين أداء الإدارة العمومية.
أولاً وقبل كل شيء، يجب فهم أهمية تحسين نظام الدخول والخروج للموظفين. فإن تطبيق أنظمة رقمية للتسجيل والمتابعة يساعد على تحسين الإدارة الزمنية وزيادة الكفاءة في استخدام الوقت، وهو أمر حيوي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لأي مؤسسة. كما يسهل هذا النظام تتبع حضور وغياب الموظفين بشكل دقيق، وبالتالي يسهم في مكافحة التغيب غير المبرر وضمان استخدام الموارد بكفاءة أكبر.
ثانياً، يسهم تثبيت كاميرات المراقبة داخل المكاتب في تعزيز الشفافية ومراقبة أداء الموظفين. تلعب هذه الكاميرات دوراً مهماً في تقديم دلائل ملموسة عن حالات التغيب غير المبرر والأنشطة غير الصحيحة داخل المؤسسة، مما يساهم في تعزيز الانضباط والمساءلة.
يجب ضمان أمان وخصوصية المعلومات في هذه النظم الرقمية، وضمان توافر التدابير الأمنية اللازمة لحماية البيانات الشخصية للموظفين.
يجب أن يكون تحسين الرقمنة الإدارية هدفاً رئيسياً للحكومات والمؤسسات، وينبغي تبني الحلول التقنية بشكل شامل ومتكامل لضمان تحقيق الفوائد المرجوة فيما يتعلق بإدارة الموارد البشرية وتحسين الأداء الإداري بشكل عام.
لتحقيق تطوير شامل في الرقمنة الإدارية، يجب أخذ عدة عوامل في الاعتبار. ينبغي توفير التدريب اللازم للموظفين على استخدام الأنظمة الرقمية بكفاءة وفعالية، بالإضافة إلى توعيتهم بأهمية الرقمنة وفوائدها. كما يجب أن تتكامل الأنظمة الجديدة مع الأنظمة الإدارية القائمة، مثل نظام إدارة الموارد البشرية والأنظمة المالية، لضمان التوافق والتناغم. وينبغي أن تكون الأنظمة الرقمية متاحة وميسرة لجميع الموظفين، بغض النظر عن مستوى مهاراتهم التقنية. تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال تثبيت كاميرات المراقبة وتوفير آليات لمراقبة الأداء يمكن أن يساهم في تعزيز الثقة بين الموظفين وإدارتهم. يجب أيضًا وضع سياسات وإجراءات صارمة لحماية البيانات الشخصية وضمان سرية المعلومات. تحسين الرقمنة الإدارية يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين أداء الحكومة وتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع.