زمن التفاهة: التحديات التي تواجه التوعية والتثقيف في المجتمع المغربي

بدر شاشا

يعيش المجتمع المغربي في زمن تفاهة يتسم بانتشار الثقافة السطحية والمحتوى الفارغ، بينما يبدو أن التوعية والتثقيف ليست لها الأولوية أو المحبة بين الناس. تعد هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا يستدعي التفكير الجاد واتخاذ إجراءات فعالة لتغيير المنظور وتحفيز الاهتمام بالمحتوى الهادف والمثقف.

تعزز وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ثقافة الاستهلاك السريع والمحتوى الخفيف، حيث يُفضل الكثيرون متابعة المواضيع السطحية والترفيهية على حساب المحتوى الثقافي والتثقيفي. يعود ذلك جزئيًا إلى التطور التكنولوجي وسهولة الوصول إلى المعلومات، حيث أصبح من الأسهل الوصول إلى محتوى سطحي بدلاً من البحث عن المعلومات القيمة والمفيدة.

تتسبب هذه الظاهرة في تراجع مستوى الوعي والتثقيف في المجتمع، حيث يفتقد الكثيرون للمعرفة الأساسية في مجالات متعددة مثل الثقافة العامة، والصحة، والسياسة، والبيئة. وفي غالبية الأحيان، يفضل البعض تجاهل المواضيع الهامة والمعقدة لصالح الهروب إلى عوالم الترفيه السطحي التي لا تتطلب تفكيرًا عميقًا أو جهدًا عقليًا.

على الرغم من وجود جهود مبذولة من قبل الحكومة والمؤسسات المدنية والثقافية لتعزيز التوعية والتثقيف، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة في ظل انتشار ثقافة التفاهة وقلة الاهتمام بالمواضيع الهامة. من بين هذه التحديات، يمكن ذكر قلة التمويل والدعم للمشاريع الثقافية والتثقيفية، وضعف البنية التحتية لتقديم المحتوى التوعوي والتثقيفي، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة مع المحتوى الترفيهي السطحي.

لتحقيق تغيير إيجابي، يجب على المجتمع المغربي التعرف على أهمية التوعية والتثقيف، والعمل على تشجيع الشباب والكبار على استهلاك المحتوى الثقافي والتعليمي. يجب أيضًا دعم المبادرات الثقافية والتثقيفية من خلال توفير التمويل والدعم اللازمين، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التوعية والتثقيف.

 يجب على المجتمع المغربي أن يتحد لمواجهة زمن التفاهة وتعزيز ثقافة الوعي والتثقيف، فالمعرفة هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *