من المسلمات الثابتة ، والحقائق الواضحة والبديهيات البينة التي لا تتطلب الإجابة عنها لا التفكير العميق ولا الاستدلال الطويل ، أن العلاقات المصلحية موجودة في كل البشرية وعلى الخصوص في السياسة التي تعد المصلحة الشخصية والحزبية عند أغلبية الدخلاء عليها ، هي أهم من مصلحة الوطن نفسها ، والتي يبدو ليس لها مكان في النهج والتصور الذي تدبر به أمور هذا البلد ، ولا في المنطق والعقلية التي يسير بها شؤونها المنتخبون المهوسون بالشهرة وحب أضواء الإعلام التي يعشقون أن تسلط عليهم ، في أوقات الفوز والفرح وإلتقاط الصور وهم يطلقون التصريحات الرنانة المتخنة بالمجاملات المنافقة التي لا تكشف لناخبيهم حقيقة واقعهم وصعوبة ما يتطلبه الارتقاء به بسبب سوء إدارتهم لجميع القطاعات التي تمس حياة المواطن ، والتي لا تعرف لا المراقبة ولا المحاسبة أو المتابعة ، إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس –حسب المثل الشعبي- كما حدث خلال الندوم/الفضيحة التي اقامتها جماعة فاس ورَفَعَ …أو رَفعَت … ، أو إرتفعت … ، المهم التي رُفِعَتْ – مبني – فيها أعلام دول أجنبية لا مبرر لرفعها في محفل ومناسبة خاصة بقضية وطنية غير التَزَلُّف والتبعية والخضوع والإرتهان والإرتماء في أحضان الأجنبي، السلوك المشين الذي بدأ ينتشر بيننا ، والنابعة من التقليد والإستسلام وإلغاء الفكر والذوبان في بوتقة الإتكالية والأفرط في مديح الأجنبي وتقديسه حد الثمالة ، ولدرجة خطيرة ، لا يتصورها عاقل ، وصلت مع البعض إلى رفع أعلام البلدان الأحنبية في المحافل والمناسبات الوطنية ، والتي جعلت من شعبنا امثولة للحمق والغباء لدى الشعوب الأُخرى، بسبب ضعف الوعي السياسي و الثقافي والفكري الذي يمكن ، بأي شكل من الأشكال ،الكثير من كلفوا بالشأن العام المحلي وحتى الوطني من المنتخبين الجدد ، من أن يكونوا بمستوى المسؤولية في الأمور البسيطة ، فبالأحرى فيما يتعلق بمستقبل البلاد ومصائر المواطنين وتطلعاتهم ، واستنباط أسرارها وخفاياها ، والذين هم بحاجة ماسة – رغم حمل بعضهم لشهادات عليا – الى عملية إعادة التأهيل ، أو التغيير كلياً ، وإن التاريخ لا يرحم الأغبياء والخونة والمستهترين، إلذين يضعون المصلحة الخاصة والحزبية فوق مصلحة الوطن ومواطنيه، والذين لن ينوبهم منه إلا الذُّل والمهانة حتى الممات .. واختم بمقولتين الشهيرتين الأولى لـ “أدلاي يتيفنسون” :”أصعب شيء في أي حملة سياسية هو أنها تعلمك كيفية الفوز دون أن تثبت أنك تستحق ذلك الفوز” والثانية لـ “ماثيوماكونهي”:”الشهادة ورقة تثبت أنك متعلم ، لكنها لا تثبت أنك تفهم”.