البيوت المغربية: بين الخصوصية والعرض العام على وسائل التواصل الاجتماعي

بدر شاشا 
 
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا شهيرًا لعرض الحياة اليومية وتفاصيلها، ولاسيما في المجتمعات التي تعاني من تطورات سريعة في استخدام التكنولوجيا مثل المغرب. يبدو أن البيوت المغربية أصبحت جزءًا من هذه العرض العام، حيث يتم نشر تفاصيل حياتها وصراعاتها ومشاكلها على منصات مثل اليوتيوب والإنستغرام والتيك توك والفايسبوك.
 
في زمن مضى، كانت البيوت المغربية تحتفظ بخصوصيتها وتحافظ على أمورها الشخصية داخل جدرانها، ولكن مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، باتت الأمور مختلفة تمامًا. يُظهر الناس الآن كل شيء على الإنترنت، بدءًا من ملابسهم وحياتهم اليومية وصراعاتهم الزوجية، إلى مشاكلهم وتحدياتهم الشخصية.
 
تأثير هذا العرض العام للحياة الخاصة على المستوى الاجتماعي يمكن أن يكون خطيرًا. فهو يؤدي إلى فقدان الخصوصية والتعرض للانتقادات والمحاكمة العلنية، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية والنفسية للأفراد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا النوع من العرض إلى نمط حياة سطحي يركز فقط على الظواهر الخارجية دون النظر إلى القيم الداخلية والروحية.
 
من الضروري أن يتوقف الناس عن نشر كل تفاصيل حياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ويعيدوا النظر في استخدامها بشكل أكثر توازنًا وحكمة. يجب على الأفراد أن يحترموا خصوصيتهم وخصوصية أفراد أسرهم، وأن يتذكروا أن هناك أمورًا تبقى خاصة ولا تحتاج إلى الظهور في النطاق العام.أصبحنا نعرفهم أكثر من نفسنا 
 

 يجب أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة وسيلة للتواصل والترفيه والتعلم، وليس كوسيلة لعرض الحياة الخاصة وإثارة الجدل والتشويش على الخصوصية والسلام الأسري. ويجب إيقاف هذا السوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *