حان الوقت لوزارة التعليم العالي من نقل شعبة الجغرافيا في المغرب من الأداب إلى كلية العلوم

بدر شاشا

في ظل تغيرات العالم الحالية وتحدياته المتزايدة، ينطلق الاهتمام بتخصص الجغرافيا في المغرب نحو مسار جديد، إذ يسعى العديد من الطلاب إلى نقل تخصصهم من الأدبيات إلى العلوم. وراء هذه الخطوة الجوهرية، يكمن الرغبة في الوقوف على حافة المعرفة العلمية، وفهم العالم بأسلوب يعتمد على التحليل العلمي الدقيق.
إن دراسة الجغرافيا لم تعد مجرد تصوير للمساحات الجغرافية، بل أصبحت تحليلًا متعمقًا للعلاقات المعقدة بين البيئة والمجتمع
والاقتصاد. وتمثل الجغرافيا منهجًا شاملاً يجمع بين البعد الطبيعي والبعد الإنساني، مما يمنحنا رؤى قيمة حول التحديات التي يواجهها المغرب في مختلف المجالات.
في إطار المغرب، فإن فهم التغيرات المناخية والتأثيرات على تساقط الأمطار يمثل أمرًا بالغ الأهمية، خاصةً أن العديد من القطاعات
الاقتصادية مثل الزراعة والسياحة تعتمد بشكل كبير على الظروف الجوية. كما تحتل الموارد الطبيعية مكانة بارزة في الاقتصاد
المغربي، مما يجعل دراسة عناصرها مثل الماء والتربة أمرًا حيويًا لتحقيق التنمية المستدامة.
ولكن لا يقتصر دور الجغرافيا على العوامل الطبيعية فقط، بل يمتد أيضًا لفهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المغرب،
مثل إدارة الموارد والتحضر الحضري والتنمية المستدامة.
من خلال نقل شعبة الجغرافيا إلى العلمية، يمكن للطلاب أن يتحولوا إلى مبدعين ومساهمين في بناء المعرفة الجغرافية وتطبيقها على الواقع المغربي، مما يُعزز دور الجغرافيا في خدمة مجتمعنا وتطويره بشكل مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *