في خطاب موجه من عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لخصمه، عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، عقب الخسارة التي مني بها حزبه في الانتخابات الجزئية في دائرة فاس الجنوبية، أمس الثلاثاء.
اتهم التجمع الوطني للأحرار باستعمال المال في هذه الانتخابات، لكنه قال مستدركا إنه « يتفهم الأمر بالنظر لطبيعة الشخص الذي يقود الحزب ».
وأضاف ابن كيران في بث مباشر في صفحته بالفايسبوك، الأربعاء، تفاعلا مع نتائج الانتخابات الجزئية بدائرتي فاس الجنوبية وبنسليمان، « استعمال الأحرار للمال أتفهمه، لأن أخنوش لا علاقة له بالسياسة، لا فكر ولا إديولوجية له، يقرأ ما يكتبون له، له المال ويحاول أن يحل به كافة المشاكل، ولا يصلح للسياسة ».
وزاد موضحا: « في الانتخابات الجزئية ليوم أمس، واجهنا التحالف الحكومي ولم نواجه الأحزاب التي كنا نواجهها في الانتخابات السابقة، في فاس لم يترشح منهم إلا الأحرار وفي بنسليمان لم يترشح منهم إلا الاستقلال »، مضيفا، « التحالف الحكومي لم يستطع أن يفوز إلا بشق الأنفس، ونظم مهرجان خطابيا في نفس المكان الذي نظمنا فيه المهرجان، إلا أنهم كانوا يعطون للناس في الحافلات 50 درهما مقابل مشاركتهم في المهرجان ».
وتحدث ابن كيران عن توزيع المال في الانتخابات، وقال، « وزعت يوم الاقتراع الأموال بدون حسيب ولا رقاب، اليوم نواجه ثلاث ظواهر، وهي التحكم والأعيان والأموال، وليس الذين يختلفون معنا إديولوجيا كما كان يحدث من قبل ».
وشدد: « إخوانكم في فاس قاموا بدور كبير، والحزب تعود إليه الروح بقوة، والانتخابات القادمة نتصور أن تكون لنا فيها مرتبة جد مناسبة »، مضيفا، « نحن خدام الوطن ونحن خدام الدولة الأوصياء والأوفياء الذين يشتغلون بدون مقابل، لا مال ولا درهم، وإن كانت هناك مصالح مشروعة فإنهم يعملون للحفاظ على بلدهم ».
ويرى ابن كيران أن حزبه حافظ على نفس الكتلة الانتخابية التي صوتت لنا في سنة 2021، وهو ما اعتبره « شيئا إيجابيا »، مؤكدا أن « الانتخابات الجزئية من النادر أن تجد فيها القبول اللازم ».
وييضيف مبررا: « ما حصل هو أن وضعية الحزب من خلال هذه الانتخابات تحسنت كثيرا، أولها الحماس في فاس وفي بنسليمان، كانت حملة قوية وساهم فيها جميع الإخوان، ووجدوا القبول والترحيب عند الناس، ومن تحفظوا ولم يشاركوا في الحملة السابقة شاركوا في هذه الحملة بقوة، ورجعت لحمة الحزب في فاس الجنوبية، ولم يتخلف أحد، وهذا يعتبر في حد ذاته انتصارا كبيرا »، مشيرا إلى أن الحزب « بدأ يتجاوز ما حدث له تدريجيا ».
وبالنسبة إليه، فقد « استطعنا أن نغطي جميع مكاتب المراقبة في دائرتي فاس الجنوبين وبنسليمان، وجميع المحاضر توصلنا بها وعرفنا نتائجنا قبل الإعلان عنها »، مضيفا، « حالتنا اليوم تحسنت كثيرا وسنمضي في هذا المسار، والفاعل السياسي الرئيسي اليوم، إذا استثنينا التحالف الحكومي المتحكم في الإعلام، هو حزب العدالة والتنمية، والمعركة في الحقيقية بين العدالة والتنمية والتحالف الحكومي »،