بدر شاشا
الصدقات تعد من أعظم الأعمال التي حث الإسلام على الإكثار منها، لما لها من دور كبير في ترسيخ المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع، وتعزيز روح التكافل الاجتماعي. إلا أن القرآن الكريم شدد على أن الصدقة يجب أن تكون خالصة لله تعالى، ويجب أن تقدم بنية صافية بعيدًا عن الرياء أو التفاخر. في هذا السياق، جاء تحذير في سورة البقرة، الآية 264، حيث قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ لَا تُبْطِلُوا۟ صَدَقَٰتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ”. هذه الآية تدعونا لأن نقدم صدقاتنا بنية خالصة دون أن نلحق بها أذى أو منًّا على من نتصدق عليهم.في هذه الآية، يشير الله سبحانه وتعالى إلى أن إبطال الصدقة يكون من خلال أمرين رئيسيين: الأول هو المن، أي التفاخر بما قدمه الشخص من مال أو مساعدة، وهو ما يفسد الصدقة ويحولها من عمل خالص إلى عمل يظهر فيه الرياء. أما الثاني فهو الأذى، أي إيذاء الشخص الذي تلقي الصدقة بالكلام أو التصرفات التي تقلل من قيمة المساعدة المقدمة.الصدقة في الإسلام لا تقتصر على المال فقط، بل تشمل أيضًا كل نوع من أنواع الإحسان والمساعدة التي تُقدّم للآخرين. ومع ذلك، يشدد الإسلام على ضرورة أن تكون هذه الصدقات خالصة لله، وأن نقدمها دون أي شعور بالتفوق أو التفاخر. فإن تقديم الصدقة دون منّ أو أذى له أجر عظيم في الدنيا والآخرة، حيث يعزز من التكافل بين الناس ويقوي الروابط الاجتماعية.إذن، يجب على المسلم أن يتجنب إبطال صدقته بالتفاخر بها أو إيذاء من يتلقاها. الصدقة في جوهرها هي وسيلة لتحقيق التقوى وزيادة الأجر عند الله، ويجب أن تكون نابعة من قلب طاهر، خالية من أي مصالح دنيوية أو تظاهر بالفضل على الآخرين.