بقلم الاستاذ : حميد طولست
فوز السيد فوزي لقجع برمونتادا للمرة الثانية بمقعد في مجلس الفيفا. في خضم الإخفاقات المتكررة في شتى المجالات، وخاصة الرياضية منها، يجد البعض في الجزائر عزاءً في إعادة تدوير أسطوانة مشروخة تدّعي التفوق والحضارة المطلقة، باعتبارها القاعدة التي ارتكز عليها التطور العالمي. هذه الرواية التي أصبحت أشبه بمرض مزمن، تُستخدم وللتشبث بأوهام تتناقض مع الواقع المعاش وكغطاء لتبرير الفشل المتراكم، الذي عانت الكرة الجزائرية لعقود من تذبذب في النتائج، وخرجت من العديد من البطولات صفر اليدين، بينما تواصل المغرب، رغم التحديات، تحقيق النجاحات المتوالية ، آخرها فوز فوزي لقجع بمنصب مهم في “الفيفا” و”الكاف” بواقع 49 صوتًا، وهو الانتصار الذي خيّب آمال من كانوا يترقبون فشله ويهللون لخسارته ، بدلاً من الاعتراف بالقصور والعمل على تحسين الأداء، و اللجوء إلى نظرية المؤامرة، حيث يصبح المغرب ورجاله “شماعة” تعلق عليها كل الفشل والإخفاقات الذي تحولت معهما المنافسة الرياضية إلى معركة كراهية وعداء، دون أسباب واضحة، غير الحقد المجاني الذي لا يخدم أي طرف، ويعكس الضعف البنيوي في الفكر والتخطيط. العقلية التي لا تساهم إلا في توسيع الفجوة، وتعميق عزلة أصحابها عن الواقع الدولي الذي يتطلب تكاتف الجهود بدل الانغلاق على الذات الناتج عن القصور في فهم المشاكل ، الذي لا يمكن أن ينتج الحلول الفعالة. لأن من يتصدر المشهد دون وعي أو إدراك لحقيقة الأمور لن يكون سوى جزء من المشكلة، لا الحل، مثله مثل الطبيب الذي يجهل الداء لا يصلح لوصف العلاج، فهل آن الأوان لتجاوز عقلية الإنكار، والالتفات إلى العمل الجاد، بدلًا من إضاعة الوقت في البحث عن مشاجب وهمية تُعلق عليها أسباب الفشل.