حميد طولست
مرة أخرى، يُثبت المغرب أن له موعدًا دائمًا مع التألق الكروي في المحافل الإفريقية. هذه المرة، كتب منتخب الشباب المغربي صفحة ذهبية جديدة في سجل الكرة الوطنية، بعد أن حقق فوزًا مستحقًا ومثيرًا على نظيره المصري، بهدف دون رد، في عقر دار الفراعنة، ضامنًا بذلك بطاقة العبور إلى نهائي كأس إفريقيا للشباب بكل جدارة.
في قلب القاهرة، وأمام جماهير زحفت لمساندة أصحاب الأرض، وقف شباب الأطلس شامخين، وقدموا أداءً عالي المستوى جمع بين القوة والذكاء التكتيكي والانضباط، ليُسكتوا أصوات التشكيك، ويؤكدوا أن الكرة المغربية، على جميع مستوى الفئات السنية، تعيش مرحلة ازدهار غير مسبوقة.
هدف المباراة، الذي جاء في لحظة فارقة، لم يكن مجرد هدف، بل كان رمزًا لإرادة جيل يؤمن بحلمه ويقاتل من أجل رفع راية بلده عاليًا. هدف جسّد روح العمل والتكوين والاستمرارية التي باتت عنوانًا للمشروع الكروي المغربي.
اليوم، لا نُهنئ فقط منتخب الشباب، بل نُهنئ مدرسة كروية أطلسية مغربية، أثبتت أن التفوق ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل وتخطيط، فها هي فئاتنا الصغرى تحصد المجد تلو المجد، وتفرض نفسها بقوة على الساحة الإفريقية.
نقولها بالصوت العالي: ألف مبروك لأسود الأطلس الشباب! أنجزتم المهمة الصعبة، وتبقى خطوة واحدة نحو المجد الإفريقي الكبير. جلب الكأس إلى المغرب من قلب مصر ليس حلمًا بعيدًا، بل بات ممكنًا… بل ووشيكًا.
المغرب يتنفس كرة، ويصنع الفارق… فلنواصل الحلم، ولنمضِ بثقة نحو التتويج.