بقلم الاستاذ : حميد طولست
تتجه الأنظار، مساء غد الإثنين ، إلى ملعب السويس الجديد في مصر، حيث يلتقي المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بنظيره السيراليوني في مباراة ربع نهائي كأس أمم إفريقيا للشباب في مواجهة وصفها مدرب “أشبال الأطلس”، محمد وهبي، بأنها “الأهم في مشوار المنتخب”، لما تحمله من رهانات حاسمة تتجاوز حدود البطولة الإفريقية، نحو حلم أكبر يتمثل في التأهل إلى كأس العالم للشباب في تشيلي. في تصريحات تلفزيونية مباشرة، أكد وهبي أن الاستعدادات للمباراة تسير وفق خطة دقيقة، وأن الطاقم التقني واللاعبين يدركون تمامًا أن “لا خيار سوى الانتصار والتأهل”، مضيفًا: “نحترم سيراليون وقدراتها، لكن لا مبرر للفشل. لقد أعددنا أنفسنا جيدًا، ونحن جاهزون لهذه الموقعة.” وخلال دور المجموعات، قدّم المنتخب المغربي أداءً تصاعديًا، حيث فاز في مباراتين وتعادل في واحدة، مسجلاً ستة أهداف، ما يعكس الانسجام المتزايد داخل المجموعة والإيمان بقدرتها على بلوغ الأدوار النهائية. لكن وهبي شدد على أن “الأدوار الإقصائية تتطلب تركيزًا استثنائيًا، وهو ما نعمل عليه الآن.” وإذا تحقق الانتصار المنتظر، فسيكون “أشبال الأطلس” قد اقتربوا من إنجاز تاريخي بالتأهل إلى كأس العالم، وهو الهدف الذي تم الاتفاق عليه مسبقًا مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ذلك الإنجاز الذي لن يكون مجرد محطة جديدة في سجل الكرة الوطنية، بل امتدادًا لمسار مميز رسمته المنتخبات المغربية في السنوات الأخيرة، من تألق “أسود الأطلس” في مونديال قطر، إلى نتائج مشرفة للمنتخبات النسوية والفئات السنية في مختلف المنافسات الإفريقية والعربية ، والتي تعكس روح الجيل الجديد من الكرة المغربية: طموح بلا حدود، وثقة مبنية على عمل قاعدي متين، واستراتيجية شاملة تؤتي أُكلها على أكثر من صعيد. وبينما تترقب الجماهير المغربية والعربية هذه المواجهة المصيرية، تبقى الآمال معلقة على كتيبة وهبي لتكمل هذا الحلم، وتكتب صفحة جديدة من فخر الكرة المغربية