لا يفصلنا عن حلول أو “اليوم العالمي للمرأة” الذي اعتادت فيه النساء في كل أنحاء المعمور وعلى امتداد عقود من الزمن ، على استعراض تاريخ نضالاتهن من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية ، ولتذكير الضمير العالمي بالظلم الذي مازال يقع عليهن، لا يفصلنا عما يصطلح على تسميته بـ”عيد المرأة”، إلا أيام قليلة ، ليجد وضعيتها، هي نفسها التي كانت عليها خلال العام السابق وما قبله، والتي ستكون ذاتها في العام بل والأعوام المقبلة ، والتي لن تقل عنها إهانة ولا تنكيلا وسحلا وضربا واعتقالا وموتا ولا معاناة بكل صورها ، سيأتي العيد ليجد آلاف المغتصبات والمترملات والنازحات والمشردات والميتمات والمسجونات والمحرومات كل الحقوق ، وعشرات المئات من المقصيات من حقهن في التعليم والصحة ومراكز القرار والحماية الاجتماعية، واللاتي يعشن في مستنقعات الاستبداد غير المبرر، ليجدهن يرقصن ويصفقن له. سيأتي لسمع ركام عويل الخوف والصراخ الحزن وولولة الأوجاع والمؤامرات اللا إنسانية، التي تحاك صدهن هنا وهناك، خدمة للأجندات المتداخلة للذكورية التي تسعى، في السر والعلن، لتكبيلهن بقوانين وأعراف زمن ليس بزمانهن ، يستهدف حرمانهن من حقوقهن الدستورية، بكل وسائل العنف والاغتصاب والتحرش الجنسي المنظم، لااستبعادهن من مشاركة “السي السيد” في مراكز القرار السياسي ، وتحجيم انطلاقتهن نحو الغد الأفضل فى مختلف مجالات الحياة التي يسيطر عليها ، وكأنه لا ضرورة لتقدمهن، ولا حاجة للنهوض بأوضاعهن الهشة وواقعهن المتكلس ، لمجرد كونهن نساء مسلّمٌ بعدم أهليتهن كشريك كامل للرجل في كل شيء.. عيد، هو اقرب ما يكون إلى أي مناسبة للرقص والاحتفال بالوهم الكبير، والخدعة الماكرة ، والاعتراف غير الواعي بالمظلومة التي اسماها الرجل “عيد المرأة”و”اليوم العالمي للمرأة” لا يجد ولا يجتهد ، ككل ذكور الشرق النيام باسترخاء في بطون التاريخ السحيقة والذين فرختهم أموال البترودولار وفضائياته المتعددة ، إلا لفرض نفوذ فكره الماضوي على النساء لاستعبادهن وشيطنتهن واعتبارهن عورة باسم الله ورسوله ، وهو يؤمن بأن بناء الحضارات لا يتأتى إلا عن طريق النهوض بأوضاعهن..