التنائي المرعب رمضان والعيد “لكبير” !

الجديد بريس

والله إن الشعب المغربي لشعب جبار ويستحق حقا أن يُفتخر بالانتماء إليه ، شعب لا يستسلم السواد الأعظم من مغلوبيه أمام الكوارت والرزايا التي على رأسها جبروت التنائي المرعب رمضان والعيد الكبير، اللذان يتناوبان عليه في توال محكم ، حيث أنه ، وقبل أن تنقشع روائح الشباكية والبروات والحرشة والملاوي وباقي شهيوات سيدنا رمضان التي حاصرت “مناخير” المقهورين داخل البيوت وخارجها في الأسواق، والأحياء، والأزقة الضيقة وحتى في “بيبان الديور” والتي أصابت هي والعدس والفول والحمص و”مطيشا” ميزانيات الأسر بفقر دم مزمن ، والتي قبل أن تزول دوخة “جدبة” سهرات الليالي الرمضانية الروحانية منها والترفيهية، من الرؤوس، حتى امتلأت الدنيا فجأة ، وفي غفلة من الناس ، بروائح التوابل والفحم والتبن والعلف محتلة مكان روائح الشباكية والبروات والحرشة والملاوي ، مصحوبة بتبعبيع الأكباش التي انتشرت في كل مكان بشكل مثيرة ، وتنوع ملفت ، وأثمنة متفاوتة حسب النوعية والمنبع ، من السردي السمين المكتنز ، إلى البلدي الرعوي أو المعلوفة ، والتي يقف من هم على باب الله من بسطاء القوم وفقرائهم أمام ألوانها وأشكالها المغرية ، مشدوهين تشدهم إليها رغبة “التبوريد” على لحمها في اليوم الموعود ، بأعينهم المشتهية وايديهم القصيرة ، التي تغلها المزانية الكسيحة ، التي لم تكن تسد مصروفات الأيام العادية ، فما بلك بعد أن بهدلتها المصاريف الرمضانية التي أتت على البقية الباقية من صبر وتصبر المواطن المغربي الحامل لرايات اليأس والمآسي والقلق ، الذي لا يجد نفسه في خضم تيه الهواجس الاستهلاكية الطارئة والمتوالية، مضطرا للاستسلام لشركات الكريدي المتخصصة في تلقف بؤس نجم المعارك المأساوية، المنذور للإحباطات واللاطمأنينة ، بأذرع مفتوحة 180 درجة، لتقدم له العطايا الحاتمية، والهدايا التكريمية اللامحدودة من كل أنواع السلفات التي هي مرة ” مضوبلة ” ومرة أخرى ثلاثية الأبعاد ، أو ثلاثة في واحد المصحوبة بالهدايا المغرية ،التي يعتقد معها أكثرية المحتاجين أنها الحل الأمثل والوحيد لكل المشاكل الاقتصادية التي تعترض مسار حياتهم، والتي لا يستفيق المقترض مما تلبسه منها وبها ، إلا بعد أن يكون الطوق قد أحكم قبضته ، وأصبح رهينة متطلبات المقرضين وشروطهم ، راضخا لقواعدهم، أسيرا لبرامجهم..
وفي الختام وبهذه المناسبة أتمنى أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأن ينضج وعينا بالدور الحقيقي لهذا العيد حتى نتمثل ما يحمله من معاني التضحية والبدل ومغازي المحبة الخالصة القوية وآثرها العميقة والمستمرة، ، وكل عام وأنتم بالف خير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *