أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!

الجديد بريس – جميد طولست

الايمان شيء داخلي بين الإنسان وربه ، وليس كالتدين الذي لم ترد لفظته في القران مطلقا ، لأنه مجرد مظاهر تعبدية شكلية كلما ازاد انتشارها في مجتمع ما إلا وغمره النفاق والرياء وفساد الأخلاق ، لأن العبرة ليست بكثرة الطاعات ، وخاصة تلك المصابة بآفة العجب والرياء التي لا قيمة لها ، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :”رب قائم حظه من قيامه السهر ، ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش” ولكي يكون من المؤمنين أهل الحِلم والصبر والتواضع والتسامح ، ينبغي لقلبه أن يكون من السعة ما يجعله قادراً على الإحساس بغيره أيا كان ومن أي جنس أو لون كان، لأن صدق وتبوث الإيمان رهين بمشاركة المحتاجين مشاعرهم ، وتلبية احتياجاتهم ، وقضاء حوائجهم ، بقدر الإمكان ، وما أوسع حدود إمكانيات الإنسان في ذلك ، إذا حسنت نواياه ، وصدق قلبه ، وطهرت نفوس ، وتعطرت روحه بالرحمة المنعشة للقلوب ، والعطاء المزيل للهموم ، والتآخي المشرح للصدور ، وغيرها من الأحاسيس التي اراد الله سبحانه وتعالى أن يتحلى بها الإنسان ، حتى يكون من الذين قال فيهم :” وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”، وليس من المتدينين المستلبين من الكهنوت المذهبي المخالف للفطرة الإنسانية التي جبلت طيبة الله وعدالته ورحمته ، البشرية على محبة الفرح والبهجة الناتجة عن الموسيقى والطرب والغناء والرقص ، وباقي الفنون الإنسانية التي دأب شيوخ القحط والدمار على لعن مؤلفيها ومخرجيها ومصمميها وباثيها ومشاهديها وتكفيرهم وإخراجهم من رحمة الله بنفس الصيغة التي رددها الأعراب قبل آلاف السنين وشكلها المقيت المنفصل عن العالم المتحضر ، والتي لازالت أغلبية شيوخ الويل والثبور تجترها بعناد وتحجر وتكبر لم يسبق له مثيل في أي ثقافة من الثقافات الإنسانية قديمها وحديثها ، من خلال ترسانة الفتاوى الجهادية التكفيرية الخادشة لصفاء الدين الحنيف ، والمشوهة لصورة معتنقيه عامة وصورة المرأة المسلمة على وجه الخصوص ، والتي أُتُّخذت كينونتها وآدميتها وكرامتها هدفا مستباحا لا ينتهي إسهال انتهاك حقوقها والحط من قيمتها ، كما هو الحال في نازلة النوازل وثالثة الأثافي ، المتمثلة في قضية “الشيخة” الحرفة المتجذر في تراثنا الغنائي المغربي الأصيل ، والتي إنبرى أحد شيوخ المغرب المقايضين الدين بـ”البوز” لانتهاك حرماتها والتنقيص من أدوراها المجتمعية ، إلى جانب تحقير حب المغاربة وتقديسهم لفنها، ولبهجة العيش على أنغامها ورقصاتها ، الأمر الذي أسهمت الثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال والمواقع الاجتماعية في فضح بشاعة تحامل فقيه القحط والدمار المغربي وتطاوله على شيخات -ضعيفات يعلم الله وحده ظروفهن – وقذفه لهن بأحقر النعوت والصفات ، وتهديدهن بالويل والثبور، وتوعدهن بأفظع الأحكام وأوخم الجزاءات ، مع تحريض الفئة المغيبة ضدهن، السلوكيات المشية التي ليست من أخلاق الإسلام ، ولا من شِيَّم الرجولة ، ولا من صِفات العلماء الشرفاء انصار الإسلام الحق ، والتي هي من ألصق صفات تجار الدين وسماسرته ، الذين ألفوا استغلال تَدَيّن البسطاء ، من أجل التَّعَيُّش التَّرَبُّح من كلام الله والتعيش بأحاديث رسوله الكريم، بحشد “البوز ” ومراكمة ملايين الدولارات ، التي يدرها عليهم اليوتوب جزاء على ما يسوقونه حول الدين الإسلامي ، والذي لا يهدف خدمة الإسلام وإحياء فضلئله ، كما يدعون، وإلا كيف يتجرأ بشر، على محاسبة البشر والحكم عليهم نيابة خالقهم ، وهو يعلم أن الله تعالى وحده من يحاسبهم ، لأنه عزَّ وجَلَّ بمفرده من يعلم نواياهم وأسرار قلوبهم ، ولا شك في أنه على علم بمغزى وغاية –إن كان فعلا فقيها- ذكر الله لقصة العاهرة اليهودية ، التي بنى الله لها بيتا في الجنة جوار بيت النبي ، فقط لأنها سقت كلبا شربة ماء. نصيحة لكل مسلم قبل أن ينجر مع طرح الفقيه/الشيخة ، ويطعن في سلوك الشيخة ، التي ربما تكون أشرف من الكثير من الفقهاء ، الذي يحاول المتآمرون على الإسلام أن يجعلوا منهم آلهة تراقب الناس ، وهم مجرد بشر بكل عيوب البشر ومعاصيهم التي تملأ التاريخ ، والتي نتذكر منها -على سبيل المثال فقط- واقعة كبير فُقْهَاء أحد الأحزاب الإسلامية المغربية وزميلته الفقيهة الداعية والأستاذة الجامعية – واللذان اتحقظ على ذكر اسمهم كما فعلت مع اسم الفقيه المهين للشيخة- واللذان ضبطهما رجال الشرطة متلبسين في وضع جنسي بسيارة الفقيه على أحد الشواطيء المغربية ؛ويكفي الشيخة أنها لم تتطاول قط على حُرْمة الفقيه ومكانته ومرتبته العالية ، وأن كل أغانيها تمجيد للفقه والفقها والعلماء والأنبياء و أولياء الله الصالحين و الرسل إلى جانب الأبطال و الشهداء و رموز المقاومة . وفي الختام أسال الله أن يفتح بصيرة فقهاء البوز وينير دروب المتيدين البسطاء فيستفيقوا ويكفوا عن تأليه شيوخ الويل والثبور واعتبارهم نوابا لله ، ويتمثلوا مقولة الأمير محمد بن سلمان: “لن نجعل من البشر آلهة تراقب الناس على المعصية والثواب وتذخلهم الجنة والنار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *